اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 71
ذلك الوالد الذي
تعتبرونه رشيدا، بينما هو السفه بعينه؟.. وهل الدولة الإسلامية قطعة حلوى حتى
يقسمها بين أولاده؟.. وهل كان ما فعله بسيطا إلى الدرجة التي نعتبرها مجرد سلبية
بسيطة من سلبياته، أم أنها الطامة الكبرى التي كانت سببا بعد ذلك في تخلف
المسلمين، وطمع غيرهم فيهم؟.. وهو ما حصل بعد ذلك، وبعد فترة قصيرة جدا.
المشكلة في أن
هؤلاء الذين يدافعون عن أمثال هؤلاء المجرمين هو عدم قراءتهم الواقعية للقرآن.. هم
يقرؤون حروفه دون معانيه، ولو أنهم طبقوا ما قرؤوا عما حصل لبني إسرائيل، وأسقطوه
على ما حصل في عهد هارون.. لوجدوا المسلمين حينها لم يكونوا سوى بني إسرائيل..
أليس هذا نفسه
ينطبق على هذه الأمة؟.. بل إن القتلى الذين قتلوا في عهد الأسرة المشؤومة لا يمكن
مقارنته بقتلى بني إسرائيل.. فهل فتح المسلمون فارس والروم من أجل أن يعرضوا عليها
الإسلام، أم من أجل أن يستخدموا أهلها وقودا لحروبهم الأهلية، وصراعاتهم العشائرية
التي أحيوا بها داحس والغبراء؟
سأقص عليكم
القصة كما ذكرها المؤرخون الذين تعتبرونهم.. وفكروا في أنفسكم قبل أن تقوموا بأي
دفاع عن الظلمة.. ولا تنسوا أن تعتبروا، فالتاريخ كله عبر..
وبداية أذكر أن
هذه الحرب الأهلية التي تسبب فيها هارون.. تسمى في التاريخ
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 71