responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 67

فقد ذكر ذكر أبو زهرة في كتابه عن الشافعي المحنة التي تعرض لها، وكاد يقتل بسببها، لولا احتياله لذلك ببعض الحيل الشرعية، وفي نفس الوقت شهادة محمد بن الحسن الشيباني له.

وللأسف مع اتفاق المؤرخين على هذه الحادثة، والمحن التي أصابت أهل بيت النبوة في ذلك العصر إلا أن أكثر الناس يتجاهلونها في نفس الوقت الذي يصورون فيه محنة الإمام أحمد في عهد المأمون، وكأنها غزوة بدر أو فتح مكة، حتى قال بعضهم: (لولا أحمد بن حنبل وبذل نفسه لما بذلها لذهب الإسلام)[1]، وقال علي بن المديني: (أيد اللَّه هذا الدين برجلين لا ثالث لهما أبو بكر الصديق يوم الردة وأحمد بن حنبل فِي يوم المحنة) [2]

مع العلم أننا نعتبر كلا من هارون وابنه المأمون من الظلمة، ونعتبر كلا المحنتين من المحن التي يجب الإنكار على الذين قاموا بها، كما ننكر في نفس الوقت على العقول التي تستسيغ جرائم هارون في نفس الوقت الذي تنكر فيه على جرائم ابنه المأمون، مع أن جرائم المأمون لم تكن لتحصل لولا توريث أبيه العرش له، ولأخيه، وتدريبه على كيفية امتحان الناس في عقائدهم وأفكارهم، حتى لا تكون سببا في الثورة او المعارضة.

يقول أبو زهرة: (لما نزل الشافعي باليمن، ومن أعمالها نجران، كان بها والٍ ظالم، فكان الشافعي يأخذ على يديه، أي ينصحه وينهاه، ويمنع مظالمه أن تصل إلى من تحت ولايته، وربما نال الشافعي ذلك الوالي بالنقد، فأخذ ذلك الوالي يكيد له بالدس والسعاية والوشاية. وفي ذلك الزمانِ الذي كان فيه الحكمُ للعباسيين، كان العباسيون يُعادون خصومَهم العلويين، لأنهم يُدلون بمثل نسبهم، ولهم من رحم الرسول محمد ما ليس لهم، فإذا كانت دولة العباسيين قامت على النسب، فأولئك يَمُتُّون بمثله، وبرحم أقرب، ولذا كانوا


[1] طبقات الحنابلة (1/ 13)

[2] المرجع السابق، (1/ 13)

اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 67
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست