responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 66

الإمام الكاظم أرسل الرشيد أحد قواده إلى المدينة، وهو الجلودي، وأمره أن يهجم على دور آل أبي طالب، ويسلب نساءهم ولا يدع على واحدة منهن إلا ثوباً واحداً، فامتثل الجلودي، حتى وصل إلى دار الإمام الرضا، فجعل الإمام النساء كلهن في بيت واحد، ووقف على باب البيت، فقال الجلودي: لابد من دخول البيت وسلب النساء فتوسل إليه وحلف له أنّه يأتيه بكل ما عليهن من حلي وحلل على أن يبقى الجلودي مكانه ولم يزل يلاطفه حتى أقنعه، ودخل الإمام، وأخذ جميع ما على النساء من ثياب ومصاغ وجميع ما في الدار من أثاث، وسلمه إلى الجلودي، فحمله إلى الرشيد)[1]

وهكذا كانت جرائم هارون في حق أهل بيت النبوة كثيرة لا يمكن حصرها، فمنذ تسلم زمام الحكم من سنة 170 هـ حتى سنة 193 هـ أدار صراعات مختلفة مع العلويين فقتل، وعذّب الكثير منهم، مستنا في ذلك بسنة أهل الملك العضوض ابتداء من معاوية وابنه يزيد.

ولم يكن الأمر قاصرا على جرائمه في حق أهل بيت النبوة، بل إنه مارسه مع كل من يخشى أن يلتف به الناس بسبب تقواه وصلاحه، والتهمة التي تسوق له ليست الزندقة كما كان الأمر في عهد والده، وإنما كونه من العلويين أو الشيعة أو الروافض، مثلما هو حاصل الآن.

ومن الأمثلة على ذلك أن محمد بن إدريس الشافعيّ (150-204هـ) ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة، وصاحب المذهب الشافعي المعروف، والذي قال فيه الإمام أحمد: (كان الشافعي كالشمس للدنيا، وكالعافية للناس)، اتهم بالتشيع في عصر هارون، وكاد يحصل له ما حصل لغيره من الآلاف الذين اتهموا بالتشيع أو موالاة أهل بيت النبوة.


[1] أعيان الشيعة، ج 1، ص 29..

اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 66
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست