اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 60
ذلك عليه وقال:
أدخله إلي فأدخله إليه فأنشد قصيدة يقول فيها:
صدقت ظني وصدقت
الظنون به.. وحط جودك عقد الرحل عن جملي
فقال له: قد
أمرنا لك بخمسين ألف درهم فاقبضها واعذر، فخرج الحاجب، فقال: قد أمرني أن أرهن
ضيعة من ضياعه على مائة ألف درهم خمسون ألفاً منها لك وخمسون ألفاً لنفقته فأعطاه
إياها، وكتب صاحب الخبر بذلك إلى هارون، فأمر له بمائتي ألف درهم، وقال: (اقض
الخمسين الألف التي أخذها الشاعر، وزده مثلها، وخذ مائة ألف لنفسك)، فأفتك ضيعته،
وأعطى مسلماً خمسين ألفاً أخرى[1].
ويمكننا من خلال
الحساب السابق أن نحسب المبلغ الضخم الذي أعطاه إياه، لا لاختراع اخترعه، أو كتاب
علمي ألفه، وإنما لأبيات شعرية مدحه بها، وقد كان في إمكانه بذلك المبلغ أن لا
يبقي في بغداد جميعا فقيرا واحدا.
وهكذا روي في
رواية أخرى عن إبراهيم الموصلي قال: دخلت على هارون الرشيد فلما رأيته قد أخذ في
حديث الجواري وغلبتهنّ على الرجال، غنيته بأبيات التي يقول فيها:
ملك الثّلاث
الآنسات عناني.. وحللن من قلبي بكلّ مكان
مالي تطاوعني
البريّة كلّها.. وأطيعهنّ وهنّ في عصياني
ما ذاك إلا أنّ
سلطان الهوى.. وبه قوين أعزّ من سلطاني