responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 58

مائة ألف وصل بها شاعر في ولد بنى العباس)[1]

ثم روى رواية أخرى وهي أن أعرابيا دخل إليه وأنشده:

يا خير من عقدت كفاه حجزته.. وخير من قلّدته أمرها مضر

فقطع عليه وما تركه يتم وقال له: إلّا من؟ ويلك! فقال الأعرابي:

إلا النبي رسول الله إن له.. فخرا وأنت بذاك الفخر تفتخر

فأعجبته بديهته وقوله، وأمر له بمائة ألف درهم[2].

وحتى نبسط فهم الروايتين اللتين ذكرهما السيوطي، وأثنى بسببهما على هارون، واللتين نجد أمثالهما كثير، نذكر أن ذلك المبلغ الذي دفعه له، وهو مائة ألف درهم من الفضة، يساوي عشرة آلاف دينار من الذهب، وكل دينار يساوي تقريبا 4.25 غرام من الذهب، أي أنه أعطاه في ذلك المجلس، وبتلك الكلمات القليلة التي ذكرها 42500 غرام من الذهب، أي 42 كيلو غرام ذهب.

ومن تلك النماذج ما رواه الأصمعي قال: كنت عند الرشيد إذ دخل عليه إسحاق بن إبراهيم الموصلي فأنشده:

وآمرة بالبخل قلت لها اقصري.. فليس إلى ما تأمرين سبيل

فعالي فعال المكثرين تجمّلا.. ومالي كما قد تعلمين قليل

فكيف أخاف الفقر أو أحرم الغنى.. ورأي أمير المؤمنين جميل

فقال له الرشيد: لله درّ أبيات تأتينا بها! ما أحسن أصولها وأبين فصولها، وأقلّ فضولها! يا غلام أعطه عشرين ألفا. قال: والله لا أخذت منها درهما واحدا! قال:

ولم؟ قال: لأن كلامك والله يا أمير المؤمنين خير من شعري! قال: أعطوه أربعين


[1] الإنباء في تاريخ الخلفاء (ص: 74)

[2] المرجع السابق، (ص: 74)

اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 58
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست