responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 57

بل تعتبره فوق ذلك كريما، وتصنف بعثرته للأموال ضمن مناقبه وأخلاقه.

ولذلك نرى للأسف وصف هارون وتبذيره للأموال بكونه رشدا لا سفها، وهو خلاف ما نطق به القرآن الكريم، ذلك أن هارون ـ كما تدل الروايات المتواترة عنه ـ كان يوزع مال الأمة مجانا لكل من يمدحه بقصيدة، أو يضحكه بنكتة، في نفس الوقت الذي كان لا يجد فيه العلماء وعامة الناس ما يقتاتون به.

وبما أن التفاصيل المرتبطة بهذا المجال، لا يهتم بها عادة المؤرخون للتاريخ السياسي، فقد اهتم بها المؤرخون للتاريخ الحضاري، وخصوصا الأدب منه، ذلك أننا نجد فيه وصفا دقيقا للواقع الاجتماعي من خلال تلك المقطوعات النثرية أو المنظومات الشعرية أو الأخبار الأدبية.

ولا يصح أن نستبعد تلك المصادر مع اشتهارها وكثرتها واعتمادها على الأسانيد، وإلا تعاملنا نفس المعاملة مع كتب التاريخ، ذلك أن المؤرخ عادة لا يهتم بالتفاصيل على خلاف الأديب.

ولا يمكننا هنا أن نذكر هنا كل ما رواه الرواة عن تلاعب هارون بأموال الأمة، وإنما نذكر نماذج عنها فقط، لنكتشف من خلالها شخصيته، وهل هي أميل للرشد، أم أنها أميل للسفه.

ونبدأ بما ذكره السيوطي في كتابه [الإنباء في تاريخ الخلفاء]، والذي وصفه بكونه (أسمح الناس بما تحويه يده)، ثم روى أنه لما دخل بغداد، دخل إليه سلم الخاسر وأنشده:

موسى المطر غيث بكر ثم انهمر.. وكم قدر ثم غفر خير البشر

فرع مضر بدر بدر لمن نظر.. هو الوزر لمن حضر والمفتخر لمن غبر

فأمر له بمائة ألف درهم، ثم علق عليها بقوله: (وهو أول من وصل بذلك. وهي أول

اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 57
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست