اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 56
حال التقصير في
ضريبة غير واجبة، وحمل رؤوس الصحابة) [1]
وقد علق الشيخ
حسن على هذه الجرائم وغيرها، بقوله: (كيف يتخذ الغلاة هؤلاء الظلمة أئمة هدى، وينافحون عنهم ويحتجون بمظالمهم في
كتب العقائد، ويتعبدون الله بمظالمهم وكذبهم وفجورهم.. كيف يتخذ الغلاة هؤلاء قدوة
لهم، ويتبعون سنتهم ويعرضون عن سنة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم مع أن هؤلاء الظلمة لم يكونوا يؤمنوا بأن
الله سيحاسب الخليفة)[2]
وكل ما ذكره
الشيخ حسن بن فرحان المالكي ينطبق تماما على ما قام به هارون بناء على كونه ركنا
مهما من أركان الملك العضوض..
فلذلك لا يمكن
لمن يقدس الشريعة، ويعتبرها الحكم الأعلى أن يتنازل عن قيمها في سبيل ذلك المجد
الكاذب الذي ملئت به كتب التاريخ، والذي يحتاج منا إلى البراءة منه، لا الفخر به
أو الدعوة إليه.
2 ـ
هارون.. والتلاعب بالمال العام:
من عجائب الكثير
من العقول وتناقضها مع نفسها أنها عندما تقرأ قوله تعالى: {وَلا تُؤْتُوا
السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَاماً} (النساء: 5)
تربطه فقط بالسفيه الذي يبذر ما أوتي من ثروة خاصة محدودة في لهوه ولعبه، ولذلك
تطالب بالحجر عليه، وترفع عنه لقب الرشد، لتسميه بالسفيه.
لكنها مع الحكام الذين لا يملكون
الثروات المحدودة الخاصة فقط، بل يعتقدون أنهم يملكون كل ثروات الأمة، وأن لهم فوق
ذلك حق التصرف فيها، نرى نفس تلك العقول التي حجرت على ذلك الذي يبذر ماله الخاص
تتساهل مع الحاكم الذي يبذر المال العام،