اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 42
الدينيون
السابقون لهم من الممالك الأخرى، فأينما وضعوا أرجلهم نشأ شيء جديد أسمى وأفضل مما
كان قبلا)[1]
ويقول المستشرق
الفرنسي جوستاف لوبون: (لم يشأ السلطان صلاح الدين أن يفعل في الصليبيين مثل ما
فعله الصليبيون الأولون من ضروب التوحش، فيبيد النصارى عن بكرة أبيهم؛ فقد اكتفى
بفرض جزية طفيفة عليهم مانعا سلب شيء منهم)[2]
وتقول المستشرقة
الألمانية المعروفة زيجريد هونكه: (حين تمكن صلاح الدين الأيوبي من استرداد بيت
المقدس (583هـ ـ 1187م) التي كان الصليبيون قد انتزعوها من قبل (492هـ ـ 1099م)
بعد أن سفكوا دماء أهلها في مذبحة لا تدانيها مذبحة وحشية وقسوة؛ فإنه لم يسفك دم
سكانها من النصارى انتقاما لسفك دم المسلمين، بل إنه شملهم بمروءته، وأسبغ عليهم
من جوده ورحمته، ضاربا المثل في التخلق بروح الفروسية العالية، وعلى العكس من
المسلمين، لم تعرف الفروسية النصرانية أي التزام خلقي تجاه كلمة الشرف أو الأسرى)[3]
ويقول جون فيفر:
(إن الصليبيين ادعوا أن العرب المسلمين المشارقة كانوا قساة متوحشين في جوهرهم على
نحو لا مثيل له، حتى على الرغم من أن المجازر الرهيبة التي ارتكبت في القدس
والقسطنطينية وجزيرة قبرص، ما فتئت تشكل نقيضا صارخا لتاريخ الفتوحات الإسلامية في
تلك الحقبة. فقبل أربعمائة سنة من إغراق الصليبيين القدس في الدماء، لم يأمر
الخليفة عمر بقتل أحد عندما تولى أمر المدينة.. وفي وقت لاحق، عندما
[1]
الرسول: حياة محمد، رونالد ف بودلي، ترجمة محمد محمد فرج وعبد الحميد جودة السحار،
(القاهرة: مكتبة مصر، بدون تاريخ)، ص147..
[2]
حضارة العرب، جوستاف لوبون، ترجمة عادل زعيتر، (القاهرة: الهيئة المصرية العامة
للكتاب، 2000م)، ص329.
[3]
الله ليس كذلك زيجريد هونكه، ترجمة د. غريب محمد غريب، القاهرة: دار الشروق، ط2 (
1996م)، ص34..
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 42