اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 43
استرد القائد
الإسلامي الشهير صلاح الدين القدس من الصليبيين في عام 1187، اقتدى بعمر وحذا
حذوه، فلم يكتف بالسماح للبطريرك المسيحي بمغادرة المدينة مع أتباعه، بل سمح لهم
إلى ذلك بحمل ثرواتهم معهم)[1]
وغيرها من
المقولات الكثيرة التي لا ندري في أي محل نصنفها، هل في خانة التسامح الديني، أم
في خانة الغفلة والغباء السياسي والعسكري، ذلك أن تلك الأموال التي سمح لهم بأخذها
هي التي كانت سندا لهم في إعادة احتلالهم للقدس من جديد، بالإضافة لكون تلك
المعاملة سببا في رفع الهيبة من الجندي المسلم الذي يتقن فن التسامح مع الآخر في
نفس الوقت الذي لا يبدي فيه أدنى شفقة لأخيه المسلم.
10 ـ صلاح
الدين.. والتسامح مع اليهود:
لم يكتف صلاح
الدين الأيوبي بكل ذلك التسامح الذي مارسه مع الصليبيين في مقابل التشدد الذي
مارسه مع المخالفين له من المسلمين، بل إنه أضاف إلى ذلك إضافة خطيرة لا نزال نعيش
آثارها إلى اليوم.. وبسببها يحبه اليهود، وخصوصا الصهاينة منهم، كما تذكر ذلك
كتبهم، وهي التمكين لهم في القدس التي كان الصليبيون يحرمونهم من السكن فيها.
وقد بدأت علاقة
صلاح الدين باليهود من اختياره لطبيبه ومستشاره الخاص الطبيب والفيلسوف اليهودي
المعروف موسى بن ميمون القرطبي (1135 - 1204)، والذي اختاره ليكون بجنبه دائما في
نفس الوقت الذي كان يقتل فيه فلاسفة المسلمين وأطباءهم.
ولسنا ندري سر
اختياره ليهودي يكون طبيبا خاصا به، وهل ذلك لقلة أطباء المسلمين، وهو غير صحيح؛
فقد ازدهر الطب في مصر وغيرها إبان الحضارة الفاطمية، التي
[1]
الحرب الصليبية الثانية حرب الغرب المستعرة مجددا ضد الإسلام ، جون فيفر، ، ترجمة:
محمد هيثم نشواتي، الدوحة: منتدى العلاقات العربية والدولية، 2015م، ص43.
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 43