responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 373

قيما مشتركة للتعايش بين المذاهب والطوائف راحوا ينتصرون لمذهب دون مذهب أو طائفة دون طائفة، وبذلك تدخلت السياسة في الدين بكل قوة، لتملأه بكل أنواع التشويه.

ومن الأمثلة على ذلك ما قام به بعض أتباع الملك العضوض من أهل الحديث باستغلال نفوذه لدى الخليفة المعتمد على الله (256-279هـ)، فراح يضيّق على الصوفية، ويتهمهم بالزندقة، ويطالب الخليفة المعتمد بأن يسن فيهم سنن أجداده في المبتدعة من القتل والتنكيل.

وقد ذكر الهجويري بعض الأحداث المرتبطة بذلك، فقال بلغته الشاعرية الصوفية: (من المشهور أنه لما اتهم غلام خليل رجال الصوفية بالزندقة، ألقى القبض على الشيخ النورى وأبى حمزة والرقام، وجئ بهم إلى مجلس الخليفة. قال غلام خليل: هؤلاء قوم من الزنادقة ولو أمر الخليفة بقتلهم لاجتثت الزندقة من أصلها، فهم زعماء هذه الفرقة، ولو تم هذا الأمر على يديه لضمنت له حسن الجزاء. فأمر الخليفة فى الوقت بقتلهم، فلما اقترب الجلاد من الرقام تقدم النورى وقدم نفسه بدل الرقام بمزيد الفرح والسرور، فعجب لذلك الحاضرون وقال الجلاد له: يا أيها الشاب، إن السيف ليس بالشئ الذى يرغب فيه الناس، ويتقدمون إليه بمثل هذا الفرح، ولم يأت دورك بعد. فقال له النورى: نعم، قد فعلت ذلك لأن مذهبى مؤسس على الإيثار. الحياة هى أثمن شئ فى هذه الدنيا، وإننى أحب أن أضحى بنفسى ليحظى أخى ببضع من الدقائق الباقيات)[1]

ومن الأمثلة عليها ذلك الصراع (استغلال الحنابلة وأهل الحديث لنفوذهم في الدولة العباسية زمن الخليفتين القادر بالله (381-422هـ) وابنه القائم بأمر لله (422-467هـ)، فضيقوا على الأشاعرة وطاردوهم ببغداد واستطالوا عليهم)[2]


[1] كشف المحجوب ، الهجويري، ترجمة إسعاد عبد الهادي قنديل ، دار النهضة العربية ، بيروت ، 1980 ، ص : 421 .

[2] الفروع ، ابن مفلح، ج 2 ص: 14 .

اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 373
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست