ويروون من أفعال سلفهم المثبتة
لذلك ما حدث به ابن زرعة عن أبيه قال: (لقد رأيت صبيغ بن عسل بالبصرة كأنه بعير أجرب يجيء إلى الحِلَق، فكلما جلس إلى حلقة قاموا وتركوه، فإن جلس إلى قوم لا يعرفونه ناداهم أهل
الحلقة الأخرى: عزمة أمير المؤمنين)[2]
ويروون عن طاوس أنه (جعل إصبعيه
في أذنيه لما سمع معتزليًا يتكلم)[3]
وعن عبد الرزاق أنه (امتنع من
سماع إبراهيم بن أبي يحيى المعتزلي، وقال: لأن القلب ضعيف وإن الدين ليس لمن غلب)[4]
وعن وعبد الله بن عمر السرخسي أن
ابن المبارك هجر رجلا مدة لما أكل عند صاحب بدعة[5].
وقال سلاَّم: وقال رجل من أصحاب الأهواء لأيوب: أسألك عن كلمة، فولى أيوب وهو يقول: ولا نصف كلمة، مرتين يشير بإصبعيه[6].
وهكذا استطاع أصحاب الملك العضوض
ومن تبعهم من علماء السلاطين أن يؤسسوا قيما أخلاقية جديدة بدلا من تلك القيم التي
جاءت بها المصادر المقدسة، وقد كان لتلك القيم آثارها السلبية الكثيرة على الواقع
الإسلامي، حيث انتشرت الطائفية، والصراع بين المذاهب، لأن كل مذهب يتصور أنه على
الحق، وغيره على الباطل.
وقد أعانهم أصحاب الملك العضوض
على ذلك الصراع، حيث أنهم بدل أن يوجدوا