اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 354
الله كاتب رسول الله k على وحي الله عز وجل وهو القرآن بأمر
الله عز وجل وصاحب رسول الله k ومن
دعا له النبي k أن
يقيه العذاب ودعا له أن يعلمه الله الكتاب ويمكن له في البلاد وأن يجعله هادياً
مهدياً.. وهو ممن قال الله عز وجل
﴿ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ
﴾ (التحريم:
8) فقد ضمن الله
الكريم له أن لا يخزيه لأنه ممن آمن برسول الله k)[1]
وقال ابن بطة في (الإبانة الصغرى): (تترحم على أبي عبد الرحمن معاوية بن أبي
سفيان أخي أم حبيبة زوج النبي k خال
المؤمنين أجمعين وكاتب الوحي وتذكر فضائله)[2]
ولهذا ـ أيضا ـ نراهم يجيزون نقد
عمار والطعن فيه وتأويل ما ورد في فضله من نصوص، بينما يعتبرون الكلام في معاوية طامة
كبرى، وزندقة عظمى، وبدعة ليس لصاحبها قرار سوى في النار.. لأن سلفهم هو الذي قرر ذلك، ولا راد لقراره، فقد رووا عن سلفهم عبد الله بن المبارك قوله: (معاوية عندنا محنة، فمن رأيناه ينظر إلى معاوية شَزْراً؛ اتهمناه على القوم، أعني على أصحاب محمد k)[3]
وكما أن كل عقيدة تحتاج إلى
تفاصيل وفروع، فقد وضع الممجدون للملك العضوض
الكثير من الفروع لهذه العقيدة الجديدة، ومنها عقيدة وجوب السكوت عن تلك الحروب المستعرة التي راح ضحيتها
عشرات الآلاف من الناس، لأن
كل الذين كانوا يحاربون كانوا يستعملون سيوفهم فقط، أما قلوبهم فقد كانت ممتلئة بالطهارة
والنبل والصفاء.. فقد رروا وعن شهاب بن خراش قوله: (أدركت من أدركت من صدر هذه الأمة وهم
يقولون: اذكروا مجالس أصحاب رسول الله e ما تألف عليه القلوب، ولا تذكروا