responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 353

ويفرضوا على الله أن يجزي بها من شاءوا؟

ومثل ذلك ما رواه ابن كثير عن بعض السلف قال: (بينما أنا على جبل بالشام إذ سمعت هاتفا يقول: من أبغض الصديق فذاك زنديق، ومن أبغض عمر فإلى جهنم زمر، ومن أبغض عثمان فذاك خصمه الرحمن، ومن أبغض علي فذاك خصمه النبي، ومن أبغض معاوية سحبته الزبانية، إلى جهنم الحامية، يرمى به في الحامية الهاوية)[1]

ومثل ذلك أو أخطر منه ما يروونه كل حين عن أبي زرعة من قوله: (إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله k فاعلم انه زنديق، وذلك أن الرسول k عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله k، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة) [2]

وعند تتبعنا لحقيقة كلامهم ومرادهم منها لا نجد اهتماما كبيرا بأولئك الصادقين السابقين الذين أوذوا في الله، والذين لا يعيرهم الممجدين للملك العضوض أي اهتمام، بل إنهم مجهولون عندهم، لا قيمة لتضحياتهم، ولا عبرة بجهادهم.. وإنما العبرة عندهم بأولئك الطلقاء الذين قضوا حياتهم في حرب رسول الله k.

ولذلك نراهم يؤلفون الكتب الكثيرة في فضل معاوية وهو الطليق بن الطليق الذي قضى حياته كلها في حرب رسول الله k هو وأبوه وأمه وأهله جميعا، لكنهم لم يؤلفوا ولا نصف كتاب في عمار بن ياسر ذلك الرجل العظيم الذي اعتبره رسول الله k محكا ومعيارا لتمييز الفئة الباغية الظالمة من الفئة المحافظة على دين الله الأصيل.

ولهذا ـ أيضا ـ نراهم في كتب العقائد التي وضعها سلفهم يضمنون العقائد في معاوية إلى جانب العقيدة في الله ورسله وملائكته، كما قال الآجري في (الشريعة): (معاوية رحمه


[1] البداية والنهاية 6/184.

[2] الكفاية في علم الرواية (1/49)

اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 353
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست