ويقول ابن حجر بجرأة عجيبة: (واتفق أهل السنة على وجوب منع الطعن على
أحد من الصحابة بسبب ما وقع لهم من ذلك ولو عرف المحق منهم لأنهم لم يقاتلوا في تلك
الحروب إلا عن اجتهاد وقد عفا الله تعالى عن المخطئ في الاجتهاد بل ثبت أنه يؤجر
أجرا واحدا وان المصيب يؤجر أجرين)[2]
وهكذا أصبح القاتل الظالم المحرف
لدين الله مأجورا على ذلك رغم أنف كل الأحاديث المطهرة التي تحذر من تلك الفتنة
العظيمة التي حولت دين الله إلى دين البشر.
ومن تلك العقائد عقيدة التفاضل
بين الصحابة.. فلا يحل لأحد عند الممجدين للملك
العضوض أن يختار من يشاء من الصحابة، ويعطيه
المزيد من المحبة، بل عليه أن يعطيهم من المحبة
بحسب ما تمليه العقيدة السلفية، فقد
رووا أن الإمام أحمد سئل عن رجل ذكر أنه يحب أصحاب رسول الله k ولا يفضل بعضهم على بعض، فقال: (السنة أن يفضل أبا بكر وعمر وعثمان وعلي
من الخلفاء)[3]
وبناء على هذا فقد وضعوا سلما
للتفاضل بين الصحابة عبر عنه ابن كثير بقوله: (وأفضل الصحابة، بل أفضل الخلق بعد الأنبياء ـ عليهم
السلام ـ: أبو بكر الصديق ثم من بعده عمر
بن الخطاب ثم عثمان بن عفان ثم علي بن أبي طالب)[4]
وقد حصل الخلاف بين السلف الأول
في المفاضلة بين عثمان وعلي، لكن
ذلك الخلاف ترجح أخيرا لصالح عثمان، وهذا
شيء طبيعي، لأن سلف السلفية لا يعيرون