اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 349
شيء مسموع، وأنه بحروف، بل
باعتبار أنه شيء قائم بنفسه، وما يسمع أو يكتب فهو مخلوق؛ فعلى هذا يتفق الأشاعرة
والمعتزلة في أن ما يُسمع أو يكتب مخلوق، فالأشاعرة يقولون: القرآن مخلوق،
والمعتزلة يقولون: القرآن مخلوق، لكن المعتزلة يقولون: إنه كلامه حقيقة، كما أن السموات
خلقه حقيقة، وقالت الأشاعرة: ليس هو كلام الله تعالى حقيقة، بل هو عبارة عن كلام
الله!!، فصار الأشاعرة من هذا الوجه أبعد عن الحق من المعتزلة، وكلتا الطائفتين
ظالم، لأن الكلام ليس شيئا يقوم بنفسه، والكلام صفة المتكلم، فإذا كان الكلام صفة
المتكلم، كان كلام الله صفة، وصفات الله تعالى غير مخلوقة، إذ إن الصفات تابعة
للذات، فكما أن ذات الرب عز وجل غير مخلوقة، فكذلك صفاته غير مخلوقة، وهذا دليل
عقلي واضح)[1]
وقال الشيخ محمد أمان الجامي: (ما
الفرق إذن بين الأشاعرة وبين المعتزلة في صفة الكلام؟ خلاف لفظي غير حقيقي كلهم
يتفقون على أن هذا القرآن الذي نقرأه ونحفظه ونكتبه مخلوق وليس بكلام الله، تتفق
الأشاعرة مع المعتزلة على هذا بل موقف الأشاعرة أخطر لأن موقف المعتزلة واضح)[2]
وهكذا ينطبق على الأشاعرة كل تلك
الأحكام القاسية التي حكم بها عليهم الاعتقاد القادري، والذي نشأ أصلا من تلك
العقائد التي كان يبثها كعب الأحبار وغيره في كيفية تكليم الله تعالى لموسى عليه
السلام، والتي كان يشجعه عليها من عاصره من أصحاب الملك العضوض.
وقد كان السند الأكبر الذي اعتمد
عليه القادر بالله لوضع تلك المواد الخاصة بتكفير القائلين بخلق القرآن، ما وصله
من تلك النصوص التكفيرية التي أعطي لها ولأصحابها من
[1]
الشيخ محمد بن صالح العثيمين في شرح كتابه عقيدة أهل السنة والجماعة : الفائدة 8.
[2]
محمد أمان الجامي في محاضرة مفرغه بعنوان [ الرد على الأشاعرة والمعتزلة ].
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 349