responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 348

أ ـ الاعتقاد في كلام الله تعالى وربطه بالتجسيم:

وقد نص على هذا الاعتقاد ذلك القانون بهذا النص الذي يدعو إلى التجسيم بكل المعاني، ويفرضه فرضا، بل يحكم بالقتل على من لم يقل به، فقد ورد فيه: (والله متكلم بكلام، لا بآلة مخلوقة كآلة المخلوقين، لا يوصف إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به نبيه عليه السلام، وكل صفة وصف بها نفسه أو وصفه بها رسوله فهي صفة حقيقية لا مجازية، ويعلم أن كلام الله تعالى غير مخلوق، تكلّم به تكليماً، وأنزله على رسوله a على لسان جبريل بعد ما سمعه جبريل منه، فتلا جبريل على محمد a،وتلاه محمد على أصحابه، وتلاه أصحابه على الأمة، ولم يصر بتلاوة المخلوقين مخلوقاً؛ لأنه ذلك الكلام بعينه الذي تكلم الله به فهو غير مخلوق بكل حال، متلواً ومحفوظاً ومكتوباً ومسموعاً، ومن قال إنه مخلوق على حال من الأحوال فهو كافر حلال الدم بعد الاستتابة منه)[1]

وهذا نص خطير، لأنه يحكم بالكفر على أكثر الأمة، ما عدا الطائفة السلفية، فكل الأمة تنزه الله تعالى عن أن يكون لكلامه حرف أو صوت، على عكس المدرسة السلفية التي أملت تلك العقيدة على القادر بالله، وراح يفرضها على الأمة.

فالأشاعرة، والذين يشكلون النسبة الأكبر في الأمة، لو طبقنا عليهم ذلك القانون القادري، لحكمنا عليهم بالكفر والقتل جميعا، فقد قال الشيخ العثيمين مبينا اتفاق الأشاعرة مع المعتزلة في صفة الكلام: (وقالت الأشعرية الذين تذبذبوا بين أهل السنة والمعتزلة قالوا: إن كلام الله تعالى هو المعنى القائم في نفسه، وما يُسمع فإنه مخلوق خلقه الله تعالى ليعبر عما في نفسه. فما الفرق إذن بين المعتزلة والأشعرية؟ الفرق: أن المعتزلة يقولون: لا ننسب الكلام إليه وصفا، بل فعلا وخلقا. والأشاعرة يقولون: ننسب الكلام إليه وصفا لا باعتبار أنه


[1] الاعتقاد القادري (ص: 247)

اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 348
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست