اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 337
ونقل عنه ما ذكره عن دور قسطنطين
في ترجيح كفة المختلفين، مع عدم علاقته بالدين أصلا، فقال: (اجتمع أولئك
المختلفون، وسمع قسطنطين مثال كل فرقة من ممثليها، فعجب أشد العجب مما رأي وسمع،
فأمرهم أن يتناظروا لينظر الدين الصحيح مع من، وأخلى داراً للمناظرة، ولكنه جنح
أخيراً إلى رأي بولس، وعقد مجلساً خاصاً للأساقفة الذين يمثلون هذا الرأي وكانت
عدتهم ثمانية عشر وثلاثمائة) [1]
ونقل عن ابن البطريق قوله: (وضع
الملك للثلاثمائة والثمانية عشر أسقفاً مجلساً خاصاً عظيماً، وجلس في وسطهم وأخذ
خاتمه، وسيفه، وقضيبه. فدفعه إليهم وقال لهم: قد سلطتكم اليوم على مملكتي، لتصنعوا
ما ينبغي لكم أن تصنعوا مما فيه قوام الدين، وصلاح المؤمنين، فباركوا الملك،
وقلدوه سيفه، وقالوا له: أظهر دين النصرانية، وذب عنه، ووضعوا له أربعين كتاباً
فيها السنن والشرائع، منها ما يصلح للملك أن يعلمه ويعمل به، ومنها ما يصلح
للأساقفة أن يعملوا به) [2]
وذكر كيف طبقت بعد ذلك تلك
القوانين الدينية، وكيف امتحن الناس في دينهم على أساسها، فنقل عن كتاب تاريخ
الأمة القبطية ما نصه: (إن الجامعة المقدسة والكنيسة الرسولية تحرم كل قائل بوجود
زمن لم يكن ابن الله موجوداً فيه، وإنه لم يوجد قبل أن يولد، وإنه وجد من لا شيء.
أو من يقول أن الابن وجد من مادة أو جوهر غير الله الأب، وكل من يؤمن إنه خلق، أو
من يقول إنه قابل للتغيير، ويعتريه ظل دوران) [3]
وعلق عليه أبو زهرة بقوله: (إذن
قرر المجمع أُلوهية المسيح، وإنه من جوهر الله، وإنه قديم بقدمه، وإنه لا يعتريه
تغيير ولا تحول، وفرضت تلك العقيدة على المسيحيين