اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 338
قاطبة مؤيدة سلطان قسطنطين،
لاعنة كل من يقول غير ذلك والذين فرضوا هذا القول 318 أسقفاً، ويخالفهم في ذلك نحو
سبعمائة وألف أسقف، وإن لم يكونوا متفقين فيما بينهم على نحلة واحدة، فهل ذلك المجمع
لم يخل من نقد؟ إن باب النقد فيه متسع) [1]
وهكذا يذكر المؤرخون دوره في
صياغة الكثير من العقائد المسيحية التي تحولت بسببها من دين إلهي ممتلئ بالتنزيه
والقيم النبيلة إلى دين بشري ممتلئ بالوثنية والصراع والعنف الذي ظل فترة طويلة
إلى أن أقصيت المسيحية من الحياة، لفشلها في تسييرها.
ونفس الشيء تقريبا حصل للأسف في
الإسلام بسبب أولئك الملوك الظلمة الذي أُعطوا قداسة خاصة، وأتيح لهم أن يتحكموا
في قضايا الدين والدنيا جميعا، والذين راحوا يستعملون تلك السيوف ـ التي سلطوها
على الأمم يقتلونها ويذبحونها ـ على كل مفكر وباحث، بدل أن يتيحوا الحرية الفكرية
والدينية التي دعا إليها القرآن الكريم.
ومن الأمثلة على ذلك تلك الجرائم
التي ارتكبها من سمى نفسه المهدي العباسي والد هارون، والذي سلط سيف الظلم على كل
معارض له بتهمة الزندقة، وقد وصفه الذهبي بقوله: (إنه خائف من الله، معادٍ لأولي
الضلالة، حَنِق عليهم)[2]
وقد كان من وصيته لابنه موسى
(الهادي) الذي ورثه الحكم من بعده قوله له: (يا بني، إن صار لك هذا الأمر، فتجرّد
لهذه العصابة ـ يعني من يتهمهم بالزندقة ـ فإنها فرقة تدعو الناس إلى ظاهر حسن، ثم
تخرجها إلى تحريم اللحم، وترك قتل الهوام تحرّجاً، ثم تخرجها من هذه إلى عبادة
اثنين، أحدهما: النور، والآخر: الظلمة، ثم تبيح بعد هذا نكاح الأخوات والبنات..
فارفع فيها الخشب، وجرّد فيها السيف، وتقرّب بأمرها إلى الله لا شريك له)[3]