اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 335
ضمن نطاق خططهم السياسية،
ليضفوا على الأقل مسحة دينية على أعمالهم، ولا شك أن قسطنطين كان رجلا جارى عصره. ففى
بداية مسعاه احتاج إلى رعاية إلهية، وهذا ما لم تكن آلهة روما التى يضمحل تأثيرها
قادرة على تزويده، وراحت الإمبراطورية، ومن ضمنها الدين ومؤسسات أخرى تنهار، وكانت
هنالك حاجة إلى شئ جديد ومنشط لإعادتها إلى ما كانت عليه، تقول دائرة المعارف
اليونانية ايدريا: (كان قسطنطين مهتما بشكل خاص بالمسيحية لأنها لم تدعم انتصاره
وحسب، بل ودعمت أيضا إعادة تنظيم إمبراطوريته، وصارت الكنائس المسيحية الموجودة فى
كل مكان بمثابة دعم سياسى له.. فأحاط نفسه بكبار أساقفة ذلك الزمان.. وطلب منهم
صون وحدتهم) [1]
ثم ذكر صاحب المقال نوع
الاستثمار الذي قام به قسطنطين للمسيحية، فقال: (شعر قسطنطين بأن المسيحىة ـ رغم
تفشى الارتداد وكثير من الفساد فيها آنذاك ـ يمكن أن يستخدمها بفعالية كقوة تمنح
العزم فى سبيل تنفيذ خطته الكبيرة لكى تسود إمبراطوريته، واذ تبنى أسس المسيحية
المرتدة ليربح التأييد من أجل بلوغ أهدافه السياسية، قرر أن يوحد الناس تحت دين
جامع أو عالمى، واحد. فأعطيت العادات والاحتفالات الوثنية أسماء مسيحية. وأعطى
رجال الدين المسيحيون مراكز، ورواتب، ونفوذ الكهنة الوثنيين) [2]
ثم بين الأدوار القذرة التي قام
بها في القضاء على الممثلين الحقيقيين للمسيحية في نفس الوقت الذي قرب فيه كل
الانتهازيين، فقال: (واذ كان قسطنطين يبحث عن الانسجام الدينى لأسباب سياسية، قضى
بسرعة على جميع أصوات المعارضة. ليس على أساس العقائد الحقة بل على أساس ما تقبله
الغالبية. والاختلافات العقائدية العميقة داخل الكنيسة المسيحية المقسمة كثيرا، أتاحت
له فرصة التدخل بصفته وسيطا [مبعوثا من الله] ومن خلال