responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 333

(الغموض في تصرفاته وسياسته عموما)،‌ كما يقول أحد المؤرخين، وفيما رجَّح كفة المسيحية،‌ لم يتوقف عن تأدية الشعائر الوثنية.‌ على سبيل المثال،‌ تعاطى التنجيم والعرافة،‌ ممارستين سحريتين يدينهما الكتاب المقدس.‌ (‌تثنية ١٨:‌١٠ـ‌١٢‌)‌ كما يصوِّره قوس قسطنطين في روما وهو يقدِّم الذبائح إلى الآلهة الوثنية،‌ وظل هذا الإمبراطور يكرم إله الشمس،‌ واضعا نقشه على النقود ومروِّجا عبادته.‌ وفي أواخر حياته،‌ أذن ببناء معبد في بلدة صغيرة بمنطقة أمبريا الايطالية تكريما لعائلته وشخصه،‌ وسمح بتعيين كهنة للخدمة فيه، ولم يعتمد قسطنطين ويصر (مسيحيا) حتى سنة ٣٣٧ ب‌م حين كان على فراش الموت..‌ ويرى علماء عديدون أنه ظل يقدِّم رِجلا ويؤخر أخرى حتى تستمر الفئات المسيحية والوثنية على السواء في دعمه سياسيا.‌ على كل حال،‌ إن سيرة حياته وتأخُّر معموديته يقوِّضان مصداقية إيمانه بالمسيح) [1]

ثم بين صاحب المقال النتيجة التي آلت إليها المسيحية بعد ذلك التدخل الذي قام به قسطنطين الأول، فقال: (الاكيد أن الكنيسة التي شرَّعها غدت كيانا ذا نفوذ سياسي وديني أدار ظهره للمسيح واندمج في العالم.. وخلاصة القول إذًا أننا لا يجب أن نسلِّم جدلا أن الكنائس اليوم تعلِّم تعاليم المسيح،‌ بل علينا بفحص الكتاب المقدس بغية التعرف على تعاليمه الحقة)[2]

وهكذا ورد في مقال آخر ذكر ما فعله قسطنطين الأول بالمسيحية، وتحويلها من دين إلهي إلى دين بشري، وهو يشابه كثيرا ما فعله أصحاب الملك العضوض في الإسلام، والذي لم يبتل بقسطنطين واحد، وإنما ابتلي بالكثير، ولا يزال للأسف يبتلى.

وقد ذكر صاحب المقال الوسيلة التي اعتمدت في ذلك، وهي ذلك التقديس الذي


[1] المرجع السابق.

[2] المرجع السابق.

اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 333
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست