responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 332

ثم أجاب بقوله: (لأن مناوراته السياسية والدينية تؤثر إلى الآن في معتقدات وعادات كنائس كثيرة)[1]

ثم راح يفصل بعض مظاهر ذلك، فقال: (سنة ٣١٣ م،‌ كان قسطنطين متربعا على عرش الإمبراطورية الرومانية الغربية،‌ فيما حكم ليسينيوس ومكسيمينوس الإمبراطورية الشرقية.‌ وفي تلك السنة،‌ منح قسطنطين وليسينيوس حرية العبادة للجميع،‌ بمَن فيهم المسيحيون.‌ كما حمى قسطنطين المسيحية معتقدا أن وحدة إمبراطوريته من وحدة الاديان فيها، فقد هالته النزاعات التي قسَّمت الكنائس.‌ وإذ رغب في توحيد الصف،‌ أرسى لا بل فرض عقيدة [قويمة]،‌ أما الاساقفة من جهتهم فلزم أن يسايروا على حساب إيمانهم في سبيل استرضائه،‌ فأغدق هذا الإمبراطور الهبات والعطايا على مَن ساير،‌ وأعفاهم أيضا من الضرائب)[2]

ثم نقل عن المؤرخ تشارلز فريمان قوله:‌ (إن تبني صيغة العقيدة المسيحية ‹القويمة› لم يخوِّل [القادة الدينيين] الامر والنهي في السماء فحسب بل على الارض أيضا)، وعن المؤرخ أ.‌ ه.‌ م.‌ جونز قوله:‌ (لم تكتسب الكنيسة مدافعا عنها فحسب،‌ بل سيدا متسلطا عليها أيضا) [3]

وبذلك تحولت المسيحية ـ كما يذكر صاحب المقال ـ إلى دين آخر، وقد قال معبرا عن ذلك: (أدى تحالف قسطنطين مع الاساقفة إلى نشوء ديانة جمعت عقائدها بين المسيحية والوثنية،‌ وكانت هذه النتيجة حتمية،‌ بما أن الإمبراطور عقد النية على تحقيق التعددية الدينية،‌ وكان الحق آخر همه،‌ فهو أولا وأخيرا إمبراطور وثني،‌ وليرضي الطرفين،‌ انتهج


[1] المرجع السابق.

[2] المرجع السابق.

[3] المرجع السابق.

اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 332
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست