اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 331
التي فطر الناس عليها.
فقد جاء في بعض المواقع المسيحية
المرتبطة بشهود يهوه، إقرارات بما فعله قسنطين الأول، نحب ذكرها هنا، لأنها تعبر
عن الحقيقة التي دلت عليها المصادر التاريخية أحسن تعبير، فقد جاء فيه: (قسطنطين
هو أول إمبراطور روماني يعلن اهتداءه إلى المسيحية، مغيِّرا بذلك مجرى التاريخ.
فأيَّد هذا الدين الذي عانى الظلم والقهر في الماضي، ووضعه على طريق أدَّت في
النهاية إلى نشأة العالم المسيحي، وعليه، أصبحت هذه المسيحية أقوى العناصر
الاجتماعية والسياسية التي تلعب دورا في المسرح العالمي، بحسب دائرة المعارف
البريطانية) [1]
وهذا كلام لاشك فيه، فالمسيحية
قبل قسطنطين كانت مضطهدة، وكان له دور في إنقاذها إن صح التعبير، ولكن كان له دور
أيضا في تشويهها، ولذلك فإن الذين يفتخرون بأصحاب الملك العضوض باعتبارهم ساهموا
في الفتوح، لا يلتفتون إلى أنهم أيضا ساهموا في التشويه.. مع العلم أن الدين
الإلهي لا يحتاج إلى التوسع بقدر ما يحتاج إلى الصفاء.
وقد ذكر صاحب المقال أهمية البحث
حول شخصية قسطنطين وآثاره على المسيحية، وأن ذلك ليس مجرد بحث عن شخصية تاريخية،
وإنما هو بحث عن الجذور التي نبت منها تشويه الدين، وكأنه بذلك يرد على أولئك
الذين يرددون كل حين قوله تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ
وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [البقرة:
134] من غير أن يفهموا معناها، ولا أن يدركوا أن تلك الأمة التي خلت هي التي تتحكم
في التصورات التي يحملونها عن الدين، يقول في ذلك متسائلا: (لمَ يجب أن يهمك أمر
هذا الإمبراطور الروماني؟)
[1]
وقائع وشخصيات تاريخية، قسطنطين، موقع شهود يهوه، شباط/فبراير
٢٠١٤..
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 331