اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 330
ولذلك امتلأت كتب التفسير
والحديث والسيرة بكل أصناف الخرافات، وأصبح القرآن الكريم مطية لها، حيث تُترك
معانيه الواضحة الظاهرة إلى ما قاله أولئك المحرفون الذين كانوا جميعا من زبانية
وجنود أصحاب الملك العضوض يستخدمونهم لتشويه الدين وتحريفه وجعله متناسبا مع
أهوائهم.
وهكذا حصل مع النبوة التي
تساهلوا في الروايات المرتبطة بها، بل ورد ما يدل على تدخل أصحاب الملك العضوض في
صياغة الكثير من الأحداث، حتى تصبح النبوة بالصورة التي يرتضونها، ولذلك أدخل في
السيرة والسنة الكثير من الروايات والأحاديث التي تشوه النبوة أعظم تشويه.
وبناء على هذا حصل التشويه
الكبير في العقائد الإسلامية، وبرعاية خاصة من أصحاب الملك العضوض الذين قربوا
المجسمة والمخطئة للأنبياء في نفس الوقت الذي أبعدوا فيه المنزهة والقائلين بعصمة
الأنبياء، بل اعتبروهم مبتدعة، وحكموا بتضليلهم وابتداعهم.
وهو نفس ما فعله قسطنطين الأول
في المسيحية عندما قرب المحرفين للمسيحية في نفس الوقت الذي اتهم فيه الموحدين
منهم، والمحافظين على منهج المسيح عليه السلام بالهرطقة.
وسنذكر هنا باختصار بعض ما فعله
قسطنطين الأول بالمسيحية لنعرف من خلاله ما فعل معاوية والمتوكل والقادر بالله
وغيرهم من أصحاب الملك العضوض بالإسلام.
ونعتمد في ذلك على ما قاله
المسيحيون أنفسهم، والذين يقر الكثير من باحثيهم بالجرائم التي ارتكبها قسطنطين في
حق المسيحية، وهي لا تختلف كثيرا عن الجرائم التي ارتكبها أصحاب الملك العضوض في
حق الإسلام، وتحويله من دين إلهي مملوء بالقداسة والقيم النبيلة إلى دين بشري مدنس
بالكثير من الأهواء والقيم التي لا تتناسب مع فطرة الله
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 330