اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 325
ومن الصحابة الذين روي عنهم
مثلما روي عن عمار بن ياسر الإمام الحسين بن علي سبط رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وسيد شباب أهل الجنة، فقد أرسل رسالة
إلى معاوية يقول فيها: (..ألست قاتل حجر بن عدي وأصحابه المصلين العابدين، الذين
ينكرون الظلم ويستعظمون البدع، ولا يخافون في الله لومة لائم، ظلما وعدوانا، بعد
إعطائهم الأمان بالمواثيق والأيمان المغلظة؟ أو لست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول
الله a الذي أبلته
العبادة وصفرت لونه وأنحلت جسمه؟! أو لست المدعي زياد بن سمية المولود على فراش
عبيد عبد ثقيف، وزعمت أنه ابن أبيك وقد قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (الولد للفراش وللعاهر الحجر)، فتركت سنة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وخالفت أمره متعمدا، وابتعت هواك
مكذبا، بغير هدى من الله، ثم سلطته على العراقين فقطع أيدي المسلمين وسمل أعينهم،
وصلبهم على جذوع النخل، كأنك لست من الأمة وكأنها ليست منك، وقد قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (من ألحق بقوم نسبا ليس لهم فهو
ملعون)، أو لست صاحب الحضرميين الذين كتب إليك ابن سمية أنهم على دين علي، فكتبت
إليه: اقتل من كان على دين علي ورأيه، فقتلهم ومثل بهم بأمرك، ودين علي دين محمد a الذي كان يضرب عليه أباك، والذي
انتحالك إياه أجلسك مجلسك هذا، ولولا هو كان أفضل شرفك تجشم الرحلتين في طلب
الخمور، وقلت: انظر لنفسك ودينك والأمة واتق شق عصا الألفة وأن ترد الناس إلى
الفتنة، فلا أعلم فتنة على الأمة أعظم من ولايتك عليها، ولا أعلم نظرا لنفسي وديني
أفضل من جهادك، فإن أفعله فهو قربة إلى ربي، وإن أتركه فذنب أستغفر الله منه في
كثير من تقصيري، وأسأل الله توفيقي لأرشد أموري؛ وأما كيدك إياي فليس يكون على أحد
أضر منه عليك، كفعلك بهؤلاء النفر قتلتهم ومثلت بهم بعد الصلح من غير أن يكونوا
قاتلوك ولا نقضوا عهدك، إلا مخافة أمر لو لم تقتلهم مت قبل أن يفعلوه، وأماتوا قبل
أن يدركوه، فأبشر يا معاوية بالقصاص، وأيقن بالحساب، واعلم أن الله كتابا لا يغادر
صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وليس الله بناس لك
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 325