اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 326
أخذك بالظنة، وقتلك أولياءه على
الشبهة والتهمة، وأخذك الناس بالبيعة لابنك، غلام سفيه يشرب الشراب، ويلعب
بالكلاب، ولا أعلمك إلا خسرت نفسك، وأوبقت دينك، وأكلت أمانتك، وغششت رعيتك،
وتبوأت مقعدك من النار فبعدا للقوم الظالمين)[1]
ومن الصحابة الذين روي عنهم
مثلما روي عن عمار بن ياسر عبد الله بن عباس، فمن خطبة له ألقاها في البصرة جاء
فيها: (أيها الناس، استعدوا للمسير إلى إمامكم، وانفروا في سبيل الله خفافا
وثقالا، وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم، فإنكم تقاتلون المحلين القاسطين، الذين لا يقرءون
القرآن ولا يعرفون حكم الكتاب، ولا يدينون دين الحق، مع أمير المؤمنين وابن عم
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، الآمر
بالمعروف، والناهي عن المنكر والصادع بالحق، والقيم بالهدى، والحاكم بحكم الكتاب،
الذى لا يرتشى في الحكم، ولا يداهن الفجار، ولا تأخذه في الله لومة لائم)، فقام الأحنف بن قيس فقال: نعم، والله
لنجيبنك، ولنخرجن معك على العسر واليسر، والرضا والكره، نحتسب في ذلك الخير، ونأمل
من الله العظيم من الأجر[2].
ومن خطبة له بصفين: (إن ابن آكلة
الأكباد قد وجد من طغام أهل الشام أعوانا على علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وصهره، وأول ذكر صلى معه، بدري قد شهد
مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم كل مشاهده التي فيها الفضل، ومعاوية وأبو سفيان مشركان يعبدان
الأصنام، واعلموا: والله الذي ملك الملك وحده فبان به وكان أهله، لقد قاتل علي بن
أبي طالب مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، وعلي يقول: صدق الله ورسوله، ومعاوية وأبو سفيان يقولان: كذب
الله ورسوله. فما معاوية في هذه بأبر ولا أتقى ولا أرشد ولا أصوب منه في تلكم،
فعليكم بتقوى
[1]
انظر: طبقات ابن سعد (ترجمة الحسين)، والأخبار الطوال للدينوري، وتاريخ دمشق،
وتهذيب المزي، ونبلاء الذهبي، والبداية لابن كثير وغيرهم، وأكمل صيغة للرسالة
رواها البلاذري في أنساب الأشراف (ج 2 / ص 119)