اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 315
الذي جاء به.. وهي أحاديث متفقة
تماما مع حرص رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم على هذه الأمة، ومن العجب أن تهتم الأمة بأحاديث التحذير من
الدجال، ويبالغون فيها وفي الكثير من الأساطير المرتبطة بها، بينما يتغافلون على
أمثال هذه الأحاديث التي ترتبط بالدين نفسه، وبالقيم النبيلة التي جاء بها.
وقد أكدت تلك الأحاديث وغيرها
بروايات الصحابة الذين سمعوا تلك الروايات، وراحوا يفسرونها، ومن الأمثلة على ذلك
ما روي عن عبادة بن الصامت، أنه قال: (إني سمعت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم محمدا أبا القاسم يقول: (سيلي أموركم من بعدي رجال يعرفونكم ما
تنكرون، وينكرون عليكم ما تعرفون، فلا طاعة لمن عصى الله، فلا تعتبوا أنفسكم،
فوالذي نفسي بيده، إن معاوية من أولئك) [1]
ومنها ما رواه الأصبهاني عن أبي
ذر قال: قلت لمعاوية، أما انا فأشهد إني سمعت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يقول: إن أحدنا فرعون هذه الأمة، فقال معاوية: أما أنا فلا[2].
ومنها ما روي عن سعد بن حذيفة بن
اليمان قال: قال عمار بن ياسر يوم صفين، وذكر أمرهم وأمر الصلح فقال: (والله ما
أسلموا، ولكن استسلموا وأسروا الكفر فلما رأوا عليه
[1] رواه الحاكم (3/401، 402) والشاشي
(3/172) والبزار (7/164) ثم أحمد في المسند (8/415) – مع بتره-
قال الشيخ حسن: (قد تبرع بعض المحدثين كأحمد فحذف أول الحديث –قصة بقر
روايا الخمر- وحذف آخره (قول عبادة: والله إن معاوية لمنهم)!! وهذه من أخطاء أحمد – وعلى
منهجه شيخه سفيان بن عيينة وتلميذه البخاري لكن أهل الجرح والتعديل لا يتكلمون!-
وهؤلاء المحدثون يحذفون من الحديث مايخالف عقيدتهم! فكل ما يخشون أنه قدح في فلان
أو فلان! أو ما يخشون أن يحتج به عليهم المخالفون، حذفوه أو بتروه وهم يعترفون
بهذا ولا يرون في ذلك ضرراً، فمن يجرؤ على تضعيفهم؟ وقد صرح أحمد في هذا الحديث
بالحذف –حذف قصة الخمر- عندما قال)فذكر الحديث)-!!
فهو يلمح إلى أن الحديث معروف عند أهل الحديث لكنه تحرج من إيراد هذا) [مثالب
معاوية في الأحاديث الصحيحة: 1/146.]
[2]
أخبار أصبهان (ج7/ص40)، وهذا تعريض من أبي ذر بمعاوية، وقد كذب معاوية عندما قلب
الحديث إلى ابي ذر، فهو يعلم أن ابى ذر أبعد عن أن يكون فرعون هذه الأمة.
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 315