اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 314
ولم يكتف رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بالتحذير من معاوية باعتباره الرأس
الأكبر من رؤوس الفتنة، وإنما أخبر عن جميع المساهمين معه في الشركة التي تقوم
بتحريف الإسلام، وتحويله إلى ما نراه اليوم من دين مملوء بالمحبة والسلام وكل
القيم النبيلة، وإلى دين مملوء بالكراهية والصراع وكل الأهواء المدنسة، ففي الحديث
المتفق على صحته قال a: (هلاك أمتي على يدي أغيلمة من قريش)[1]
ومع أن هذا الحديث واضح في
الدلالة على تأثير أولئك المحرفين للدين وخطورتهم، وأنهم سبب كل الانحرافات التي
وقعت في الأمة، إلا أن أولئك المتحذلقين من الخائفين على أصحاب الملك العضوض راحوا
يجعلون هلاك الأمة على يد شخصيات وهمية كابن سبأ أو غيرهم حرصا على أولئك القرشيين
الذين وكلوا أمر الدين إليهم.
وهكذا ورد حديث آخر لا يقل عنه
صراحة، يخبر فيه a بالجهة التي يكون منها التحريف، ويأمر باعتزالها والابتعاد عنها
وعن كل القرارات التي اتخذتها، ففي الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه عن أبي
هريرة قال: قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (يهلك الناس هذا الحى من قريش)، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: (لو أن
الناس اعتزلوهم؟)[2]
وهذا الحديث مع أحاديث أخرى يدل
فيه رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم على كيفية التعامل مع الفئة الباغية بعد أن يتحقق نصرها على الفئة
المؤمنة الصادقة، وهي القيام بنوع من العصيان المدني تجاهها حتى لا يمتد تأثيرها
لباقي شؤون الحياة، بعد أن امتد للسياسة والاقتصاد.
هذه بعض الأحاديث التي وردت في
شأن معاوية، تحذر منه، وتبين خطورة التحريف