اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 311
ومحل صعوده ونزوله.
وتنتقل من البحث عن القيم التي
مثلها نبيها، أو دعا إليها، إلى تلك الإضافات الكثيرة التي وضعها اللصوص، والتي
حولوا فيها النبي إلى بشر مثلهم ممتلئ بالأهواء التي تتناسب مع أصحاب الملك
العضوض.
وهكذا تتحول الأديان الإلهية إلى
أديان بشرية، وتسقط الرعية الخاضعة لأصحاب الملك العضوض في هاوية الانحرافات
السلوكية والأخلاقية بسبب تلك المصادر الكثيرة التي زاحمت المصادر المقدسة.
هذا ما حصل في كل الأديان.. ولا
يصح أن نستثني الإسلام منه؛ فسنة الله في خلقه واحدة، وكيف نستثنيه، وقد ورد في
النصوص المقدسة ما يدل عليه، وورد في الواقع التاريخي ما يؤكده.
لكن أصحاب المجد المزيف، بدل أن
يُعملوا النصوص المقدسة، راحوا ـ خوفا على معارفهم التي اكتسبوها من لصوص الأديان
ـ يدافعون عن الملك العضوض، ولو على حساب وصايا ربهم وأنبيائهم وورثتهم.
ولهذا نجدهم يعرضون عن كل تلك
الأحاديث التي يخبر فيها رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بصراحة ودقة عن أولئك الذين تبدأ بهم مسيرة التحريف الكبرى، والتي
يجدونها في مصادرهم المعتمدة، لأن حرصهم على أصحاب الملك العضوض والممهدين لهم،
صار أعظم من الحرص على تنفيذ وصايا نبيهم.
وحتى لا يكون كلامنا مجملا، وحتى
نضع النقاط على الحروف، نحاول أن نتخلص من كل الرواسب النفسية والاجتماعية التي
ملأنا بها المحرفون للأديان، ونقرأ قوله a، وهو
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 311