اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 312
الحريص على أمته، ومن لا ينطق عن
الهوى: (أول من يبدل سنتي رجل من بني أمية)[1]
وهذا الحديث الصحيح الذي صححه
الألباني، يدل على سنة أصحاب الملك العضوض التي ذكرناها، والتي يتحول بسببها الدين
من دين إلهي إلى دين بشري.
والواقع التاريخي أثبت من دون شك
انطباق الحديث على معاوية، باعتباره قرب الكثير من لصوص الأديان، وأضاف تغييرات
كثيرة للشريعة، كان لها آثارها الخطيرة على كل التحريفات التي جاءت بعده، والتي
كان أعظمها تغيير نظام الحكم الإسلامي، وتحويله إلى نظام ملكي استبدادي ظل قرونا
طويلة إلى أن سقط مع آخر خلفاء بني عثمان.
إلا أن حرص رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم على أمته جعله يذكر الكثير من
العلامات، حتى تتفطن إلى ما يراد بدينها، ومنها قوله a: (الخلافة ثلاثون عاماً، ثم يكون الملك العضوض)[2]، وهم يتفقون على هذا الحديث،
ولو أنهم حسبوا، لوجدوا أن الملك العضوض بدأ مع معاوية.
لكن لصوص الأديان، وخشية منهم
من أن يكون لذلك الحديث أثره في التفطن للخديعة الكبرى، راحوا يضعون حديثا آخر
بدله يقول: (أول هذا الأمر نبوة ورحمة، ثم يكون خلافة ورحمة، ثم يكون ملكًا ورحمة،
ثم يتكادمون عليها تكادم الحمير، فعليكم بالجهاد، وإن أفضل جهادكم الرباط، وإن
أفضل رباطكم عسقلان) [3]
ولم يكتف رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بكل تلك الإشارات الصريحة، وإنما كان
ـ بسب خطورة الأمر ـ ينبه كل حين إلى الحذر معاوية وفتنته، ومنها ما حدث به عبد
الله بن عمرو بن العاص
[1] رواه ابن أبي شيبة في المصنف
(35866)، وابن أبي عاصم (63)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/132)، وابن عدي في
الكامل (3/164)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (18/160)
[2] سنن الترمذي: 4/436 ــ سنن أبي
داوود: 5/36، فضائل الصحابة- للامام أحمد بن حنبل ص 17، مسند احمد ج 5 ص 221.
[3]
رواه الطبرانى فى (المعجم الكبير 22/184 رقم591)
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 312