responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 298

مولَّدَةً تسمى عَرَفة، جاءها سهم من بعض الشبابيك فقتلها وهي ترقص بين يدي الخليفة، فانزعج الخليفة من ذلك وفزع فزعاً شديداً! وأحضر السهم الذي أصابها بين يديه فإذا عليه مكتوب: إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره أذهب من ذوي العقول عقولهم، فأمر الخليفة عند ذلك بزيادة الإحتراز وكثرة الستائر(الجُدُر) على دار الخلافة) [1]

هذا هو الخليفة السني الذي يتباكى عليه الطائفيون، والذي استشهد وهو منشغل بكل كيانه براقصته التي ملكت عليه عقله وقلبه وكل كيانه.. وفي تلك الأيام الشديدة.

وهذا هو الخليفة الذي أقام الطائفيون من أجله الدنيا، وراحوا يطالبون بثأره، واعتبروا كل الشيعة خونة بسبب ذلك الوزير المسكين الذي ابتلي بالوزارة في دولة العابثين والراقصين والماجنين، وكأنه هو الذي حال بين الخليفة وبين صيرورته زعيما حقيقيا، أو صيرورة قادة الجند أبطالا شجعانا.. لكن العقل الطائفي يقبل كل شيء، ويكذب على كل شيء.

ونحن لا ندافع هنا عن ابن العلقمي، ولا عن غيره.. ولكنا نتعجب من تلك العقول الممتلئة بالأحقاد، فلذلك تصدق كل ما يردها من دون تحليل ولا تحقيق ولا ورع، ثم لا تكتفي بالتعامل مع الحادثة، وكأنها حادثة فردية، بل تعممها على طائفة كبيرة محترمة، فإذا ما ذكر المخالف لهم قائدا أو حاكما أو وزيرا سنيا قام بخيانة في وقت من الأوقات ذكروا له أن ذلك الوزير لا يمثل إلا نفسه.. فكيف يستقيم أن يمثل الوزير السني نفسه فقط، بينما يمثل الوزير الشيعي جميع الشيعة في كل زمان ومكان؟

فإذا تركنا تلاميذ ابن تيمية وذهبنا إلى غيرهم من المؤرخين، فسنجد حقائق أكثر دقة، وخاصة من مؤرخين أقرب زمنا إلى الحادثة من تلاميذ ابن تيمية، ومن أمثلتهم المؤرخ الكبير


[1] المرجع السابق، (13/ 233)

اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 298
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست