responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 297

تحليلاته وآرائه، فسنجد أيضا الكثير من المعاني التي تدلنا على حقيقة ما حصل، فقد ذكر أنه في الوقت الذي دخل فيه هولاكو بغداد، لم يكن الخليفة ـ كما يصور الطائفيون ـ يحيي سنة قيام الليل، أو يجلس في مجالس الوعظ، أو يبكي كما تعود الخلفاء أن يبكوا.. وإنما كان مستغرقاً في شرب الخمر، وبين يديه الجواري والراقصات.

فقد ذكر في أحداث سنة 656 هـ هذا الحدث الذي لو حلله العاقلون لوضعوا جريمة سقوط بغداد في عنق الخليفة المستهتر، لا وزيره المسكين، الذي لم يكن يملك من الأمر شيئا، وإنما كان مجرد شماعة لتغطية استهتارهم وفشلهم.

لقد قال في تاريخ تلك السنة المشؤومة: (ثم دخلت سنة ست وخمسين وستمائة فيها أخذت التتار بغداد وقتلوا أكثر أهلها حتى الخليفة، وانقضت دولة بني العباس منها، واستهلت هذه السنة وجنود التتار قد نازلت بغداد صحبة الأميرين اللذين على مقدمة عساكر سلطان التتار، هولاكو خان، وجاءت إليهم أمداد صاحب الموصل يساعدونهم على البغاددة وميرته وهداياه وتحفه، وكل ذلك خوفا على نفسه من التتار، ومصانعة لهم قبحهم الله تعالى، وقد سترت بغداد ونصبت فيها المجانيق والعرادات وغيرها من آلات الممانعة التي لا ترد من قدر الله سبحانه وتعالى شيئا، كما ورد في الأثر: (لن يغني حذر عن قدر)[1]

وكل هذه الأحداث لم يكن لابن العلقمي فيها أي دور، فلم يكن هو صاحب الموصل، ولا الذي أرسل الهدايا.. أما الخليفة فقد كان في ذلك الحين مشغولا من مفرق رأسه إلى أخمص قدميه، لا بإعداد العدة للمواجهة، ولا بالتواجد مع الجيش، وإنما بما عبر عنه ابن كثير بقوله: (وأحاطت التتار بدار الخلافة يرشقونها بالنبال من كل جانب حتى أصيبت جارية كانت تلعب بين يدي الخليفة وتضحكه، وكانت من جملة حظاياه وكانت


[1] البداية والنهاية (13/ 233)

اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 297
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست