اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 296
الجوزي، المعروف بابن الجوزي..
ثم لم يزل متقدما في مناصب الدنيا، فولي حسبة بغداد مع الوعظ الفائق والأشعار
الحسنة، ثم ولي تدريس الحنابلة بالمستنصرية سنة اثنتين وثلاثين وستمائة، وكانت له
تداريس أخر، ولي أستاذ دار الخلافة، وكان رسولا للملوك من بني أيوب وغيرهم من جهة
الخلفاء)[1]
وذكره الذهبي أيضا، فقال: (وقد أرسله المستعصم إلى خراسان إلى
هولاكو ثم رجع وأخبر بصحة عزمه على قصد العراق في جيش عظيم، فلم يستعدوا للقائه! ولما خرج المستعصم إليه طلب منه أن ينفذ
إلى خورستان من يسلمها، فنفذ
شرف الدين هذا بخاتم الخليفة فتوجه مع جماعة من المغول وعرفهم حقيقة الحال)[2]
وهذا يدل على أن الملتفين
بالخليفة، والذي كان لهم الرأي والمشورة كثيرون، ولم يكن ابن العلقمي إلا واحدا
منهم، بدليل المناصب الرفيعة التي كانت لابن الجوزي، والذي كان من الحنابلة، وكان
له موقف شديد من الشيعة، ومع ذلك كان يلي أهم وظائف الدولة، هو وأولاده، وهي وظيفة
الحسبة، كما قال ابن كثير: (وانتصب ابنه عبد الرحمن مكانه للحسبة والوعظ، ثم كانت
الحسبة تتنقل في بنيه الثلاثة عبد الرحمن، وعبد الله، وعبد الكريم)[3]
وهكذا نستطيع أن نستنبط من خلال
تأريخ الذهبي للواقعة أن ابن العلقمي لم يكن بتلك الصورة التي صوره بها ابن تيمية
أو غيره من الطائفيين.
وهكذا إن ذهبنا إلى ابن كثير[4] (701 - 774 هـ)، وحاولنا أن
نقرأ الحادثة بعيدا عن
[4]
هو إسماعيل بن عمر القرشي البصروي ثم الدمشقيّ، أبو الفداء، عماد الدين: حافظ مؤرخ
فقيه. من كتبه (البداية والنهاية) في التاريخ على نسق الكامل لابن الأثير انتهى
فيه إلى حوداث سنة 767 ، انظر: الدرر الكامنة 1: 373 والبدر الطالع 1: 153.
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 296