responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 295

ويهاديهم ويرضيهم)[1]

بل إن الذهبي نفسه يشير إلى مدى صوابية رأي ابن العلقمي في التعامل مع هولاكو، ولكن الخليفة لم يسمع لرأيه، وهذا يدل على أن الأمر لم يكن له، كما رأينا ذلك في النص السابق، فقد قال: (وفي سنة خمس(655)سار هولاكو من همدان قاصداً بغداد، فأشار ابن العلقمي الوزير على الخليفة ببذل الأموال والتحف النفيسة إليه، فثناه عن ذلك الدويدار وغيره وقالوا: غرض الوزير إصلاح حاله مع هولاكو فأصغى إليهم وبعث هدية قليلة مع عبد الله بن الجوزي فتنمر هولاكو، وبعث يطلب الدويدار وابن الدويدار وسليمان شاه فما راحوا، وأقبلت المُغُل كالليل المظلم. وكان الخليفة قد أهمد حال الجند وتعثروا وافتقروا وقطعت أخبازهم، ونظم الشعر في ذلك! فلا قوة إلا بالله)[2]

فهذا النص يظهر أن ابن العلقمي لم يكن سوى مستشار لا قيمة له، وأنه لم يكن بتلك السلطة أو السطوة التي يصوره بها الطائفيون، بل هو يشير إلى حسن تدبيره، وأن الخليفة لم يسمع له.

ويشير فوق ذلك إلى كون الملتفين بالخليفة لم يكونوا من الشيعة، وإنما كانوا من نفس مدرسة الخليفة، بدليل أنه أرسل ابن الجوزي، الفقيه والمحدث المعروف، ولا نجدهم يتحدثون عن هذا، أو يتهمون ابن الجوزي بكونه عميلا، مع أنه هو الذي تولى السفارة بين الخليفة وهولاكو.. ولو أنه كان شيعيا، لوضعوه مع ابن العلقمي في محل واحد، وجعلوه من المتآمرين على الخلافة السنية.

وقد ذكر ابن كثير ذلك في ترجمته لابن الجوزي، فقال: (وممن قتل مع الخليفة واقف الجوزية بدمشق أستاذ دار الخلافة محيي الدين يوسف بن الشيخ جمال الدين أبي الفرج بن


[1] تاريخه:48/34.

[2] تاريخ الإسلام:48/32.

اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 295
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست