اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 299
أبو الفداء [1] (672 - 732 هـ)، والذي أشار في
تأريخه إلى ابن العلقمي لم يكن له ذلك الدور الذي يصوره به الطائفيون، فقد قال:
(ولما مات المستنصر اتفقت آراء أرباب الدولة مثل الدوادار والشرابي على تقليد
الخلافة ولده عبد الله ولقبوه المستعصم بالله، وهو سابع ثلاثينهم وآخرهم، وكنيته أبو أحمد بن المستنصر بالله منصور، وكان عبد الله المستعصم ضعيف الرأي
فاستبد كبراء دولته بالأمر، وحسنوا
له قطع الأجناد، وجمع المال ومداراة التتر، ففعل ذلك وقطع أكثر العساكر)[2]
فهذا النص يبين أن كبار الدولة
هم الذين اقترحوا عليه قطع رواتب الجند بسب كثرتهم، ولم يذكر ابن العلقمي، وقد
ذكرنا سابقا ما
ذكره الذهبي من شكى ابن العلقمي من عدم الاهتمام برأيه.
وهذا ما ذكره القلقشندي (756 - 821 هـ) مؤيدا له، فقد قال: (وأبطل أكثر العساكر، وكان التتر من أولاد جنكزخان قد خرجوا
على بلاد الإسلام على ما تقدم، وملكوا
أكثر بلاد الشرق والشمال.. وكان
عسكر بغداد قبل ولاية المستعصم مائة ألف فارس، فقطعهم المستعصم ليحمل الى التتر متحصل
إقطاعاتهم! فصار عسكرها دون عشرين ألف فارس)[3]
[1]
هو أَبُو الفِدَاء إسماعيل بن علي بن محمود بن محمد ابن عمر بن شاهنشاه بن أيوب:
الملك المؤيد، صاحب حماة. مؤرخ جغرافي، قرأ التاريخ والأدب وأصول الدين، واطلع على
كتب كثيرة في الفلسفة والطب، وعلم الهيأة، له (المختصر في أخبار البشر) ويعرف
بتاريخ أبي الفداء، وهو من أشهر كتب التاريخ، وقد ترجم إلى الفرنسية واللاتينية
وقسم منه إلى الإنكليزية، وقد كانت له علاقة جيدة بالمماليك، حيث اتصل بالملك
الناصر (من دولة المماليك) فأحبه الناصر وأقامه سلطانا مستقلا في (حماة) ليس لأحد
أن ينازعه السلطة، وأركبه بشعار الملك، فانصرف إلى حماة، فقرّب العلماء ورتب
لبعضهم المرتبات، وحسنت سيرته، واستمر إلى أن توفي بها، انظر: الدرر الكامنة 1:
371 والبداية والنهاية 4: 158 وفوات الوفيات 1: 16.