اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 293
2 ـ ابن العلقمي والمصادر التاريخية
بناء على ما سبق، فإن ابن العلقمي لم يعد مجرد شخصية
تاريخية تُدرس في كتب التاريخ، وتستعمل معها مناهج البحث التاريخي من التدقيق في
المصادر والتحقيق فيها وتحليلها ونقدها خارجيا وداخليا.
ذلك أن مثل هذا البحث قد يجعل من
ابن العلقمي شخصية عادية لا يمكن استثمارها في ذلك الهدف الذي يتنافى مع الأخلاق،
والذي يجعل من الكذب والتزوير وسيلة لتلك الغايات التي لا تهدف إلا لتمزيق صف
الأمة، والتحريش بين أبنائها.
فلذلك تم استبعاد كل المصادر
التاريخية، والتي كتبها مؤرخون أكفاء، وفي كتبهم التي أرخوا فيها للأحداث وفق ما
وصلتهم بعيدا عن الأهواء، وتم بدلها اعتماد كلام ابن تيمية أو تلميذه النجيب ابن
كثير، أما سائر المصادر؛ فقد كتمت مثلما كتم اليهود كل البشارات المرتبطة برسول
الله a لأنها لم تكن
تخدمهم.
ولهذا سنحاول في هذا المبحث أن
نذكر بعض المصادر المغيبة، لنرى من خلالها حقيقة دور ابن العلقمي، وهل كان السبب
في سقوط بغداد، وفي تلك الدماء الكثيرة التي سالت.
وحتى لا نتهم بتهمة انتقاء
المصادر، فسنبدأ بما ذكره الذهبي[1] (673 - 748 هـ)، وهو من
المؤرخين المعتبرين لدى الطائفيين، بل كان له علاقة كبيرة بابن تيمية، ولذلك كان
شديدا على من يخالف المدرسة السلفية، بل شديدا على ابن العلقمي نفسه، لكنا مع ذلك
[1]
محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي (673 - 748 هـ)، حافظ، مؤرخ، علامة محقق.
تركمانيّ الأصل، من أهل ميافارقين، مولده ووفاته في دمشق، كتب الكثير من المؤلفات
التاريخية منها تاريخ الإسلام؛ سير أعلام النبلاء؛ طبقات الحفاظ؛ طبقات القراء؛
مختصر تهذيب الكمال؛ الكاشف؛ التجريد في أسماء الصحابة؛ والميزان في الضعفاء؛
المغني في الضعفاء؛ وغيرها، انظر: فوات الوفيات 2: 183 ونكت الهمدان 241 وذيل
تذكرة الحفاظ 34.
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 293