اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 292
العلماء: أن القتلى من المسلمين
بلغوا ألف ألف نفس، أو نحو ذلك، وقال غيره: لم ينقص القتلى عن سبع مائة ألف، ولم
يزيدوا على ألفي ألف نفس، فالمقل يقول: سبع مائة ألف نفس، والمكثر يقول: ألفي ألف
نفس، وكان ذلك بسبب استوزار آخر خلفاء بني العباس المستعصم لابن العلقمي الرافضي،
الذي كان يراسل هولاكو قائد جيوش المغول، ويشجعهم على غزو دار الخلافة بغداد -مع
إكرام المستعصم له، وثقته الكبيرة به، ومنزلته في دولته-: فقدمت جيوش المغول،
وأسقطت الخلافة الإسلامية فيها، وأبادوا أهلها، فشفى هذا اللعين نفسه الخبيثة من
المسلمين ودولتهم، وسانده في ذلك رفيق دينه وشبيهه الرافضي الآخر المسمى بالنصير
الطوسي، فكان منجما مقربا عند هولاكو، وكان هولاكو يستشيره قبل همه في كثير من أموره،
فأشار عليه الطوسي بقتل العلماء والقضاة وأهل الحل والعقد، ولا يبقي فيها أحدا سوى
أهل الصنائع والحرف فحسب! فأخذ هولاكو بمشورته، وأنفذ وصيته، فأباد أهل بغداد،
وأتلف غالب كتبهم الشرعية، بل بلغ القتل بالنساء والأطفال، فتبدلت بغداد على
عارفيها، وأصبحت أثرا بعد عين، فهل يعتبر المسلمون اليوم؟!)[1]
هذه مجرد أمثلة عن هذه المواقف،
التي لا تستند لأي مصادر، ولا لأي تحليل علمي، ولا لأي منهج قرآني في التعامل مع
الأحداث التاريخية، وأسباب سقوط القرى.. ذلك أن الذي أملاها ليس سوى الحقد المجرد؛
فهم يقبلون كل شيء، يرون فيه تشويها للشيعة، حتى لو رفضته كل مناهج البحث العلمي.
والمشكلة أن هذه المراجع التي
ذكرناها جميعا، ليست كتبا في التاريخ، وإنما في العقائد والأخلاق، وهي تنتشر
بكثرة، ليُستخدم ابن العلقمي طعما للتشويه والتضليل، ولكل أنواع الحروب الطائفية.
[1]
قمع الدجاجلة الطاعنين في معتقد أئمة الإسلام الحنابلة، عبد العزيز بن فيصل
الراجحي، مطابع الحميضي - الرياض، الطبعة: الأولى، 1424 هـ، (ص: 91)
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 292