اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 284
وقال (ما شيعتنا إلّا من اتقى
اللّه وأطاعه، وما كانوا يعرفون إلّا بالتواضع والتخشع، وأداء الأمانة وكثرة ذكر
اللّه والصوم والصلاة والبر بالوالدين وتعهد الجيران من الفقراء وذوي المسكنة
والغارمين والأيتام وصدق الحديث وتلاوة القرآن وكفّ الألسن عن الناس إلّا من خير،
وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء) [1]
وهكذا كان موقفهم من رجل عاصرهم،
وصاحبهم، ولم يكن مع الفئة الباغية، ولا مع أعدائهم في الظاهر، ولكنه عندما كذب
عليهم، حذروا منه، وبينوا عدم علاقتة بالشيعة، فقد قال الإمام الصادق: (لا تقبلوا
علينا حديثاً إلاّ ما وافق القرآن والسنّة أو تجدون معه شاهداً من أحاديثنا
المتقدمة، فإنّ المغيرة بن سعيد لعنه اللّه دسّ في كتب أصحاب أبي أحاديث لم
يُحدِّث بها أبي فاتقوا اللّه ولاتقبلوا علينا ما خالف قول ربّنا تعالى وسنّة
نبينا a فإنّا إذا
حدّثنا قلنا قال اللّه عزّ وجلّ وقال رسول اللّه)[2]
وهكذا نجدهم مثل غيرهم من مذاهب
المسلمين يؤلفون الكتب في علم الرجال، فيوثقون الرواة أو يضعفونهم، أو يتهمونهم
بالكذب أو التدليس، مع كونهم شيعة، وربما من المصاحبين للأئمة أنفسهم، وربما
يكونون من أولئك الذين قدموا التضحيات بسبب انتمائهم، ولكن مع ذلك لا يعتبرهم أحد
من الناس محمولين على الشيعة، أو التشيع.
فكيف بعد هذا يصبح ابن العلقمي
ممثلا للشيعة، لا شيعة عصره فقط، بل في كل العصور، في نفس الوقت الذي لا نجد هؤلاء
الذين يحمّلون ابن العلقمي وحده وزر عمله ـ في حال صحته جدلا ـ يحمّلون أحدا من
أهل السنة ذنوب السياسيين أو غيرهم.
وقد رأينا في الفصل الخاص
بالعثمانيين خيانات أقارب صلاح الدين الأيوبي، وكيف أعادوا القدس للصليبيين، بل
كيف أعادوا الكثير من البلاد الإسلامية للصليبيين، ورأينا