اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 283
جميع التهم به، وكأنهم كانوا بين يديه مجرد دمى يحركها
كيف يشاء.
بناء على هذا سنحاول في هذا
الفصل البحث عن أسرار هذه التهمة ودوافعها ومدى صدقها من خلال استعراضنا للمصادر
التي أرخت لها.. وسيكون ذلك من خلال هذه العنوانين:
الأول: ابن العلقمي والحقد
الطائفي.
الثاني: ابن العلقمي والمصادر
التاريخية.
1 ـ ابن العلقمي والحقد الطائفي:
لم نكن لنهتم بابن العلقمي، ولو
ربطوا به كل ما حصل في بغداد من زلازل وفتن في عصره أو قبله أو بعده.. فذلك مع
كونه كذبا وزورا، إلا أنه لا يرتبط بالواقع.. بل يرتبط فقط بالتاريخ.. والله تعالى
وحده من يحاسب الذي يزورون التاريخ.. ولعل ابن العلقمي أحد الخصوم الذين يقفون في
وجههم يوم القيامة ليطالب باسترداد حقوقه في الكذب عليه.
ولكن المشكلة أكبر من ذلك.. ذلك
أنهم يربطون ابن العلقمي بالشيعة.. ثم يربطون الشيعة بالتشيع.. ثم يحملون على
التشيع من خلال حكمهم على فرد من أفراده، مع علمهم أن الشيعة لا يقولون إلا بعصمة
اثني عشر إماما، وطبعا ليس من بينهم ابن العلقمي.
بل إن الشيعة في مراجعهم يذكرون
الكثير من مثالب المنتسبين إليهم، ويروون عن أئمتهم أنه ليس كل منتسب إليهم صحيح
النسبة، ومن الأمثلة على ذلك ما يروونه عن إمامهم الخامس محمد الباقر أنه قال
مخاطبا جابر بن عبد الله: (يا جابر بلّغ شيعتي عني السّلام وأعلمهم أنه لا قرابة
بيننا وبين اللّه عزّ وجلّ، ولا يتقرب إليه إلا بالطاعة له.. يا جابر من أطاع
اللّه وأحبنا فهو وليّنا، ومن عصى اللّه لم ينفعه حبّنا) [1]