اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 281
رأس إلى أخمص قدميه.. وتسبب ذلك
التوزير في سقوط بغداد.. وسقوط الخلافة العباسية.
وهم لا يكتفون بأن يكلوا التهمة
لابن العلقمي في سقوط امبراطورية كاملة، وإنما يكلون الأمر لكل الشيعة، لا في ذلك
الزمان فقط، وإنما في كل الأزمنة.
ولذلك لم يبق ابن علقمي معلقا في
جدران التاريخ، وإنما دخل كتب التفسير والحديث والفقه.. وأصبح عوام الناس وخواصهم
يعرفونه بكونه الشيطان الأكبر الذي سلم بغداد إلى هولاكو.. وأنه ليس الوحيد في
ذلك، بل هناك مؤامرة من الشيعة لإسقاط كل الحكومات السنية العادلة، نتيجة بغضهم
للسنة، وأهل السنة.
ولهذا كلما نطق الحكماء بالدعوة
لوحدة المسلمين سنة وشيعة، وأن تتحالف كل الدول الإسلامية لمواجهة الصهيونية
والشيطان الأكبر انبرى السفهاء، الممتلئين بالطائفية ليقولوا لك: كيف نتوحد مع
أحفاد ابن العلقمي، وكيف لنا أن نضع أيدينا في أيديهم؟.. وينبري آخرون ليذكروا لك
أن العدو ليس أمريكا ولا إسرائيل، وإنما هم أحفاد ابن العلقمي، ولذلك إن قدر لنا
أن نتوحد، فلنتوحد ضدهم.
وهكذا يستعملون ابن العلقمي صيدا
للتلاعب على العقول، والكذب عليها، وتصوير الشيعة أنهم أعداء الإسلام، في نفس
الوقت الذي يهملون فيه كل أولئك الذين تحالفوا مع الصليبيين، وباعوا البلاد
الإسلامية بأبخس الأثمان، لأنهم لم يكونوا شيعة، فلذلك يحرمون غيبتهم، ويوجبون
كتمان جرائمهم.
وليت الأمر توقف على الصغار، بل
إنه تعداه إلى الكبار، بل تعداه إلى من يعتبرونه شيخ الإسلام، والمتحدث الرسمي
باسمه، ابن تيمية الذي راح ينسب لابن علقمي سقوط بغداد، وكل من قتل فيها من قتلى،
ثم يستدل به على حقد الشيعة على الإسلام والمسلمين.
وقد ذكر ذلك، لا في كتاب تاريخ،
وإنما في كتاب سماه [منهاج السنة النبوية]، والذي يحفظه أتباعه عن ظهر قلبه، ولذلك
أصبح ابن العلقي عندهم ليس مجرد وزير من الوزراء،
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 281