اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 280
من أسقط بغداد: الخليفة أم وزيره؟
لا تتوقف أكاذيب الغارقين في
أوحال الطائفية على ذلك التضخيم المزيف للأمجاد والفتوحات، أو تصوير الظلمة والمستبدين
الذين حكموا بقوة الحديد والنار طيلة فترة الملك العضوض إلى اليوم بصورة الخلفاء
العدول العادلين الممتلئين بالتقوى، وإنما تتعداها إلى ما هو أخطر من ذلك بكثير.
وهو خطر لا يرتبط بالتاريخ
وأحداثه فقط، وإنما يرتبط بالواقع أيضا، ليملأه بكل أصناف الجرائم والتزوير، وباسم
الإسلام، حفاظا على المجد المزيف، وتحطيما للوحدة الإسلامية، وكل القيم النبيلة
المرتبطة بها.
وقد اخترنا البحث الموضوعي عن
جواب ذلك السؤال الذي لا يزال يكرر كل حين، ويُستعمل وسيلة لغرس الكراهية، ليكون
نموذجنا المثالي على ذلك.
فلا زال رجال الدين والسياسة
والإعلام وعوام الناس كلما ذكرت لهم سقوط بغداد[1]، نسوا سنن الله في سقوط القرى عندما تنحرف عن سبيله.. ونسوا معها كل
جرائم العباسيين الذين سطوا على بغداد مثلما يسطو اللصوص، وتحكموا فيها أجيالا
كثيرة.. ونسوا كل تلك السجون التي ملئت بها بغداد، وكل تلك الرؤوس التي قطعت، وكل
تلك الأعراض التي انتهكت.. وراحوا يختصرون سقوط بغداد في رجل واحد، هو ابن
العلقمي.. ذنبه الوحيد أنه كان شيعيا، وتولى الوزارة لخليفة المسلمين الأعظم
الممتلئ بالسنة من مفرق
[1]
سقوط بغداد أو حصار بغداد أو الغزو المغولي لبغداد أو الاجتياح المغولي لبغداد هو
الاصطلاح الذي يشير إلى دخول المغول بقيادة هولاكو خان حاكم إلخانية فارس مدينة
بغداد حاضرة الدولة العباسية وعاصمة الخلافة الإسلامية يوم 9 صفر 656 هـ الموافق
فيه 10 شباط (فبراير) 1258م، بتكليف من الخاقان الأكبر مونكو خان الذي طلب من أخيه
هولاكو استكمال فتوحات المغول في جنوب غرب آسيا التي كان قد بدأها جدهما جنكيز
خان، وهو ما قام به هولاكو حيث تمكن جيشه من اقتحام بغداد بعد أن حاصرها 12 يوما،
فدمرها وأباد معظم سكانها.
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 280