اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 260
أتباعهم، وصاروا ينزلون في المدن
والعشائر الواقعة في طريقهم بغية تحريضهم على الجهاد، فكانت أول مجموعة من
المجاهدين برئاسة السيد محمد سعيد الحبوبي، وكان أشد المجاهدين حماساً للجهاد، فقد
خرج مع جماعة من أصحابه من النجف سنة 1914م في موكب رهيب، وبعد نزوله في كثير من
المدن والعشائر وصل الناصرية، وكان فيها اثناء مكوثه دائب الحركة، حيث يتجوّل بين
العشائر المجاورة ويرسل اعوانه من شبان الطلبة كالشيخ باقر الشبيبي وعلى الشرقي
إلى العشائر البعيدة لحثهم على الانضمام إلى حركة الجهاد.
أما في بغداد فقد كان آية الله
محمد الخالصي (ولد 1306 هـ) من أشد الناس حماسة للجهاد في الكاظمية، وقد كتب في
ذلك رسالة بعنوان [الحسام البتار في جهاد الكفّار] نشرتها جريدة [صدى الاسلام] على
حلقات متتابعة، ولم يكتف الخالصي بهذا، بل أصدر حكماً أوجب فيه على الناس صرف جميع
أموالهم في الجهاد حتى تزول غائلة الكفّار، ومن امتنع عن بذل ماله وجب أخذه منه
كرها.
وهكذا ضرب علماء الشيعة وعوامهم
أحسن الأمثلة على الجهاد في ذلك الوقت، على الرغم من كون العثمانيين استعملوا
الكثير من العلماء لتكفيرهم، ومن الأمثلة على ذلك ما عبر عنه الشيخ ابن عابدين
الدمشقي الحنفي بقوله: (وقد
أكثر مشايخ الإسلام من علماء الدولة العثمانية لا زالت مؤيدة بالنصرة العلية في
الإفتاء في شأن الشيعة المذكورين وقد أشبع الكلام في ذلك كثير منهم وألفوا فيه
الرسائل وممن أفتى بنحو ذلك فيهم المحقق المفسر أبو السعود أفندي العمادي ونقل
عبارته العلامة الكواكبي الحلبي في شرحه على منظومته الفقهية المسماة الفرائد
السنية ومن جملة ما نقله عن أبي السعود بعد ذكر قبائحهم على نحو ما مر فلذا أجمع
علماء الأعصار على إباحة قتلهم وأن من شك في كفرهم كان كافرا فعند الإمام الأعظم
وسفيان الثوري والأوزاعي أنهم إذا تابوا ورجعوا عن كفرهم إلى
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 260