وبناء على ذلك، فإن كل الألفاظ
الواردة في الكتاب، كأهل الشرك والمشركين وعباد القبور والقباب وجنود الشرك
وغيرها، إنما يراد بها الأتراك.
ومن الأمثلة على ذلك قوله:
(اعلم، رحمك الله: أن الإنسان إذا أظهر للمشركين الموافقة على دينهم، خوفا منهم
ومداراة لهم، ومداهنة لدفع شرهم، فإنه كافر مثلهم، وإن كان يكره دينهم ويبغضهم،
ويحب الإسلام والمسلمين؛ هذا إذا لم يقع منه إلا ذلك، فكيف إذا كان في دار منعة
واستدعى بهم، ودخل في طاعتهم وأظهر الموافقة على دينهم الباطل، وأعانهم عليه
بالنصرة والمال ووالاهم، وقطع الموالاة بينه وبين المسلمين، وصار من جنود الشرك
والقباب وأهلها، بعد ما كان من جنود الإخلاص والتوحيد وأهله؟ فإن هذا لا يشك مسلم
أنه كافر، من أشد الناس عداوة لله ورسوله) [2]
وقال: (فكيف بأهل البلدان الذين
كانوا على الإسلام، فخلعوا ربقته من أعناقهم، وأظهروا لأهل الشرك الموافقة على
دينهم، ودخلوا في طاعتهم وآووهم ونصروهم، وخذلوا أهل التوحيد، وابتغوا غير سبيلهم
وخطئوهم، وظهر فيهم سبهم وشتمهم وعيبهم والاستهزاء بهم، وتسفيه رأيهم في ثباتهم
على التوحيد، والصبر عليه وعلى الجهاد فيه، وعاونوهم على أهل التوحيد طوعا لا
كرها، واختيارا لا اضطرارا. فهؤلاء أولى بالكفر والنار، من الذين تركوا الهجرة شحا
بالوطن، وخوفا من الكفار، وخرجوا في جيشهم مكرهين خائفين)[3]
وقال: (فهذه الآية مطابقة لحال
المنقلبين عن دينهم في هذه الفتنة، يعبدون الله على حرف، أي على طرف، ليسوا ممن
يعبد الله على يقين وثبات، فلما أصابتهم هذه الفتنة انقلبوا