اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 248
ومواجهه الجيوش النظامية، وبذلك
تمكن إبراهيم باشا في النهاية من فرض سيطرته على جزء من منطقة نجد، واجتياح
الدرعية وتحطيمها.
وكانت تلك الهزيمة سببا في تأليف
الكتب والرسائل في تكفير العثمانيين، والذين اعتبروهم حربة البلاء في الأمة
الإسلامية، وأن الدين لا يتم إلا بالقضاء عليهم، حتى لو تحالفوا مع كل قوى الشر من
أجل ذلك، مثلما يفعلون الآن تماما مع إيران، ومن العجيب أنهم كانوا يستعملون في
ذلك كل ما قاله سلفهم في تكفير أبي حنيفة، نتيجة تبني العثمانيين للمذهب الحنفي،
ولذلك كانوا يعتبرونه سبب كل أنواع الزندقة التي حصلت في العالم الإسلامي، وقد
كانوا يرددون كل حين ما قاله الأوزاعي عنه، وأنه ذكر أبا حنيفة فقال: (لا أعلمه
إلا ينقض عرى الإسلام)[1]، أو ما قاله ابن عون عنه: (ما ولد في الإسلام مولود أشأم على أهل
الإسلام من أبي حنيفة)[2]
ومن المؤلفات التي ألفت في ذلك
الوقت في تكفير الدولة العثمانية ما كتبه الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد
الوهاب (ت 1233 هـ) الذي ألف رسالة يثبت فيها ردة وكفر من أعان العثمانيين
وظاهرهم، وإن كان سلفيا، وليس قبوريا، وعنوانها [الدلائل في حكم موالاة أهل
الإشراك]، وقد أطلق فيها على الجيش العثماني لقب (جنود القباب والشرك) [3]
وقد ذكر الشيخ عبد الله بن عبد
العزيز العنقري سبب تأليفه الرسالة، فقال: (سبب تصنيف الدلائل هو أن الشيخ سليمان،
صنفها لما هجمت العساكر التركية على نجد في وقته، وأرادوا اجتثاث الدين من أصله،
وساعدهم جماعة من أهل نجد، من البادية