اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 240
وورد في مقال آخر بعض مظاهر ذلك
الصراع الداخلي بين العثمانيين، والذي اختصره الكاتب بقوله: (القانون الذي استُخدم بكثرة ومن
خلاله قتل الأب أبناءه وأحفاده ليظلّ في الكرسي، وقتلت السلطانة الأم ابنها
وحفيدها من أجل عودة الهيمنة على كرسي الحكم، وبادر الأخ بقتل أشقّائه وأبنائهم
لينهي أيّة تهديدات تحيط بعرشه، وذلك من خلال طريقةٍ خاصة بالخيط الأبيض المصنوع
من الحرير، الذي يُخنق به الأمراء حتى لو كانوا أطفالاً رضّع، وقد تفشّى استخدام
هذا القانون سعياً للحصول على الكرسي، لدرجة أنّ هناك مواقف واجهتها الدولة
العثمانيّة تتعلّق بعدم وجود أمراء يتسلّمون السلطة، وهدّدت بانقراض العائلة
العثمانيّة أكثر من مرة، فهذا القانون يعطي الحقّ للحاكم بأن يقتل شقيقه أو إبنه
أو حفيده للحفاظ على الحكم من أي تهديد، وحفاظاً على تماسك الدولة، وكان حكم
الإعدام يصدر بفتوى من شيخ الإسلام بأمرٍ من السلطان الجديد)[1]
ثم ذكر بعض الأمثلة عنه، ومنها
أن السلطان مراد الأوّل، جدّ السلطان محمد الفاتح، طبقه ـ قبل صدوره ـ عندما أوشى
له من حوله بأنّ شقيقه محمود يريد الإنقلاب عليه وأخذ كرسي العرش منه، فطلب فتوى
من شيخ الإسلام بقتله، وهو ما تمّ بالفعل، عندما أدخل عليه الجلّادين ليلاً خلال
نومه، وقاموا بخنقه بالخيط الحريري الرفيع، ثمّ أخرج ابنه ساوجي على رأس حملةٍ
لمواجهة البيزنطيّين، وقامت بعض الجواري بالترويج لأكاذيب بأنّ إبنه الأمير قرّر
التحالف مع الأعداء للفوز بالكرسي، الأمر الذي جعل مراد يقوم بنصب فخ لإبنه ليتمّ
القبض عليه، مصدراً فتوى بإعدامه.
ومنها أن قيام السلطان محمد
الفاتح بقتل شقيقه الرضيع الأمير أحمد، من زوجة أبيه خديجة خاتون، عندما كان عمره
6 أشهر، وذلك بعد أن نصحه بذلك بعض الوزراء
[1]
انظر: أشهر 8 سلاطين عثمانيين قتلوا أبناءهم وأشقّاءهم خوفاً على الكرسي، شوقي
عصام، 12/12/2016..
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 240