اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 238
بعض العقل الذي يدعو إلى الحكمة
في التعامل مع القضايا، لكنهم لم يكونوا سوى دولة عسكرية لا تعرف إلا لغة السلاح،
لذلك عالجوا هذه المشكلة بطريقتهم الخاصة، والتي ذكرها الصلابي، وأثنى عليها،
فقال: (وشاع أمر هذا المذهب الفاسد وكثر أتباعه وتصدى السلطان محمد جلبي لهذا
المذهب الباطل وأرسل أحد قواده على رأس جيش كبير لمحاربة بدر الدين وللأسف قتل
القائد سيسمان الذي ارسله محمد جلبي على يد الخائن (بير قليجة) وهزم جيشه وأعد
السلطان محمد جلبي جيشاً آخر بقيادة وزيره الأول (بايزيد باشا)، فحارب (بير قليجة)
وانتصر عليه في موقعة (قره بورنو) وبعدها أقيم حد الحرابة على (بير قليجة مصطفى)
امتثالاً لأمر الله)
ولم ينته الصراع بذلك، وإنما
استمر، واستمر السلطان محمد جلبي ـ كما يذكر الصلابي ـ في مواجهة هذه الطائفة
عسكريا إلى أن أسقطها.
وقد اجتهد الصلابي في تبديع هذه
الطائفة، مثل اجتهاده في تبديع الصفويين، والتهمة الكبرى التي وجهها لها ما عبر
عنه بقوله: (إن المذهب الفاسد الذي كان يدعو إليه بدر الدين هو نفس مذهب الماسونية
اليهودية المعاصرة، وهو يقوم على إلغاء الحواجز بين أصحاب العقيدة الإسلامية
الصحيحة وأصحاب العقائد الفاسدة، إذ إنه يقول بالأخوة بين المسلمين واليهود
والنصارى وعباد البقر والشيوعيين، وهذا يخالف عقيدة الإسلام التي تؤكد أنه لا أخوة
بين المسلمين وبين غيرهم من أصحاب العقائد الفاسدة، لأنه كيف يكون هناك أخوة بين
من يحاربون الله ورسوله، وبين المؤمنين الموحدين)[1]
ولم يتوقف الصراع الداخلي عند
ذلك الحد، حتى تستقر الدولة العثمانية لتتفرغ للفتوحات، وإنما كان يتجدد كل حين،
ولأتفه الأسباب، وسنلخص هنا باختصار ما ورد في
[1]
الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط (ص: 76)، و انظر: أخطاء يجب ان تصحح
في التاريخ (الدولة العثمانية)، ص38.
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 238