اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 237
الاستقرار لنفسه، في نفس الوقت
الذي يشن فيه حملته على الصفويين باعتبارهم يتحالفون مع أعداء الإسلام، يقول:
(وكانت سياسته تهدف الى إعادة بناء الدولة وتقويتها من الداخل، ولذلك سالم
امبراطور القسطنطينية وحالفه وأعاد إليه بعض المدن على شاطئ البحر الاسود وفي
تساليا وصالح البندقية بعد هزيمة اسطوله أمام كليتبولي وقمع الفتن والثورات في
آسيا وأوروبا واخضع بعض الامارات الآسيوية التي أحياها تيمورلنك ودانت له بالطاعة
والولاء)[1]
ثم ذكر الصلابي فتنة أخرى حصلت
في عهد هذا السلطان الذي تغلب على إخوته، وهي أيضا ليست من الصفويين، وإنما من شخص
تبناه العثمانيون أنفسهم، يقول: (وظهر في زمن السلطان محمد شخص يسمى بدرالدين
انتحل صفة علماء الدين الإسلامي، وكان في جيش موسى اخو السلطان محمد وتولى منصب
قاضي العسكر أعلى مناصب الدولة العثمانية وقتئذ، وكان هذا القاضي قد احتضنه موسى
بن بايزيد)[2]
ثم ذكر ما آل إليه أمره من تطور؛
فقال: (وفي أزنيق - وهي مدينة في تركيا- بدأ الشيخ بدر الدين محمود بن اسرائيل
يدعو الى مذهبه الفاسد، فكان يدعو الى المساواة في الأموال، والأمتعة، والأديان،
ولايفرق بين المسلم وغير المسلم في العقيدة، فالناس إخوة مهما اختلفت عقائدهم
وأديانهم وهو ماتدعو إليه الماسونية اليهودية، وانضم الى هذه الدعوة الباطلة كثير
من الاغبياء والجهلة وأصحاب الأغراض الدنيئة وأصبح للمفسد بدرالدين تلاميذ يدعون
الى منهجه ومذهبه)[3]
ومع أن هذه الطروحات طروحات
فكرية، يمكن تجاوزها لو كان لدى العثمانيين