اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 236
وهذا الصراع للأسف لا نجد أي ذكر
له عند أولئك الذين يلقون اللائمة على الصفويين، بل إنهم في أحسن أحولهم يذكرونه،
ويقرون به دون اعتباره سببا في تأخر الفتح، أو في تلك الدماء الكثيرة التي سالت من
الجيش العثماني، ولم يكن لها من هدف سوى نصرة أخ، أو حرب أخ.
ومن الأمثلة على ذلك أن الصلابي
الذي أقام القيامة على الصفويين، بسبب دفاعهم عن أرضهم في مواجهة المعتدين الذين
كانوا يهددونهم كل حين، حاول أن يمر على هذه الحوادث مرور الكرام، ويبسط من شأنها
مع كونها كانت أكبر بكثير من كل تلك الصراعات الخارجية، وخصوصا مع الصفويين.
فقد قال في الفصل المخصص للسلطان
محمد الأول: (ولد السلطان محمد الاول عام (781هـ/1379م)، وتولى أمر الأمة بعد وفاة
والده بايزيد وعرف في التاريخ (بمحمد جلبي).. اشترك أثناء حكمه في 24 حرباً واصيب
بأربعين جرحاً، استطاع السلطان محمد جلبي أن يقضي على الحرب الأهلية بسبب ما أوتي
من الحزم والكياسة وبعد النظر وتغلب على أخوته واحداً واحداً حتى خلص له الأمر
وتفرد بالسلطان، وقضى سني حكمه الثماني في إعادة بناء الدولة وتوطيد أركانها،
ويعتبره بعض المؤرخين المؤسس الثاني للدولة العثمانية)[1]
وهكذا راح يثني على الأخ الغالب
في الصراع، ويعتبر ذلك من حزمه وكياسته في نفس الوقت الذي يعتبر فيه الصفويين
ودفاعهم عن أنفسهم حقدا على الإسلام، وكراهية للفاتحين، وكراهية للسنة.
بل إنه راح يثني على تسليمه لبعض
البلاد التي فتحها آباؤه للبيزنطيين حتى يضمن
[1]
الدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط (ص: 73).
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 236