أما عيسى، فبمجرد وفاة أبيه أعلن
نفسه سلطاناً في مدينة بورصة، وأعلن نفسه أنه خليفة أبيه السلطان بايزيد.
وفي ذلك الوقت الذين كان فيه
هؤلاء الإخوة يتنازعون، كان أخوهم محمد، الملقب بـ [محمد جلبي] مختبئاً في
الأناضول من جيش تيمورلنك، وبعد أن خفت حدة الهجوم التتري، جمع ما استطاع من عداد
القوات الأناضولية والنظامية وقاتل ما بقي من التتار، وتمكن من السيطرة على مدينتي
توقات وأماسيب، واستطاع تخليص أحد إخوته الواقعين في الأَسر وهو موسى، واتفق معه
على محاربة إخوته، لتنشب الحرب بين هؤلاء الإخوة.
وبعدها استطاع محمد أن ينتصر على
أخيه عيسى بعد عدة معارك بينهما انتهت بمقتل عيسى، ثم أرسل جيشاً بقيادة أخيه موسى
لمحاربة أخيهما سليمان، الذي استطاع أن ينتصر على سليمان وجيشه على أبواب أدرنة
عام 1410م، بعدما لقي الأخير حتفه في الحرب.
وبعد أن انتصر الأخوان قررا
توحيد جهودهما ضد الصرب، لكن الأمر لم يستمر طويلاً، حيث أن موسى قرر إعادة الهجوم
على أراضي الصرب بعدما علِم أن موقفهم كان متخاذلاً في معركة أنقرة، وانتصر عليهم
بعد معارك دامية انطلق بعدها إلى المجر، وحاصر القسطنطينية بهدف الاستقلال بالجزء
الأوروبي من الإمبراطورية. لكن، لم يلبث أن تنازع الأخوان المتحالفان محمد وعيسى؛
فملوك المجر طلبوا الحماية من السلطان محمد جلبي الأخ الأكبر الذي تحالف بالفعل مع
المجريِّين والصرب وحارب أخاه موسى وهزمه، وعندما قُتل موسى صار محمد جلبي خامس
السلاطين على الإمبراطورية التي أُعيد لَمّ شملها عام 1413م.
[1]
انظر: اخطاء يجب أن تصحح (الدولة العثمانية)، ص33، والسلاطين العثمانيون، ص41،
ومحمد الفاتح، ص37.
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 235