اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 234
بناء على هذا سنذكر هنا نماذج من
الصراع العثماني مع الجبهتين الداخلية والخارجية، لنكتشف من خلالها أن المواجهة
العثمانية لم تكن خاصة بالصفويين فقط.
أ ـ المواجهة الداخلية:
وهي الصراع الداخلي للعثمانيين،
والذي لم يكن بينهم وبين الشعب الذي يحكمونه بقوة الحديد والنار، وإنما بين أفراد
الأسرة نفسها، وهو الصراع الذي رأينا بعض مشاهده في الفصول السابقة، والذي كلف
الأمة الكثير من الدماء والدمار، ومن أمثلته تلك الفتنة التي حصلت أثناء الصراع
بين الأمين والمأمون بسبب وصية هارون العباسي، ومنها الصراع بين أقارب صلاح الدين
الأيوبي بسبب تقسيمه للدولة الإسلامية بين أقاربه.
وهذا نفسه حصل مع العثمانيين،
وبصورة لا تقل بشاعة، ومن الأمثلة على ذلك ما حصل من صراع بين أبناء السلطان
بايزيد وابنه البكر أرطغرل بن بايزيد، حيث بقي من أبنائه محمد وعيسى وموسى
وسليمان، وهنا حصل النزاع بين الإخوة الأربعة في فترة من أكثر فترات العثمانيين تخبطا.
وقد أوقفت بسبب ذلك فتوحاتها، من
غير أن يكون للصفويين أي يد في ذلك، وإنما السبب هم الإخوة أنفسهم، والذين كاد
الصراع بينهم يُسقط الدولة العثمانية، بل إن أحد الإخوة سلَّم أراضي من الدولة
العثمانية للبيزنطيين، ولست أدري كيف لا يذكرون هذا في نفس الوقت الذي يذكر فيه
تحالف الصفويين مع البرتغاليين أو غيرهم، حتى يحموا أنفسهم من هجمات العثمانيين.
ويذكر المؤرخون أن أكبر الأبناء،
سليمان بن بايزيد، استقل بالجزء الأوروبي من الدولة العثمانية، وضمنه مدينة أدرنة
وأعلن نفسه سلطاناً هناك، وعقد حلفاً مع مانويل الثاني إمبراطور بيزنطة؛ ليساعده
ضد إخوته، وأعطاه في سبيل ذلك مدينة سالونيك وبعض سواحل
اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 234