اسم الکتاب : صفحات من أسفار المجد المزيف المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 232
وقوية جدا، وكان هذا الخبيث
يحاول أن يفرض سيطرته على المجر لتكون حاجزا له ضد الدولة العثمانية والمسلمين..
فانتبه لذلك السلطان سليمان، وعلم خطورة سيطرة شارلكان على المجر، وما يترتب عليه
من أوضاع خطيرة للمسلمين فى أوروبا الوسطى، وهنا ظهر جانب آخر وخيانة خلدها
التاريخ لأحفاد بن سبأ الملاعين، وهى الدولة الصفوية الخبيثة، حيث اتفقت الدولة
الصفوية مع المجر ضد الدولة العثمانية، وعندما علم السلطان سليمان بهذا الأمر
استشاط غضباً، وبدأ فى التحرك لغزو المجر وضمها للدولة العثمانية الإسلامية، وأراد
ان تكون تلك المعركة شرسة وعنيفة ليلقن الأوروبين درسا وخصوصا شارلكان حتى يصرف
أبصاره عن المسلمين)[1]
وهكذا تختلط الأحقاد الطائفية
التي يسلطونها على الصفويين، لا باعتبارهم دولة كسائر الدول،وإنما باعتبارهم شيعة،
مع الأحقاد المرتبطة بعوام المسيحيين، فلا يسمونهم أهل كتاب كما سماهم القرآن
الكريم، وإنما يسمونهم صليبيين، مع كونهم كانوا في بلادهم آمنين، ولم يفعلوا سوى
أن يدافعوا عن أرضهم التي يريد الفاتحون السيطرة عليها، لرفع الآذان على قلاعها،
وتحويل كنائسها إلى مساجد، ثم فرض الجزية والإتاوات الثقيلة على سكانها، ثم بعد
ذلك يذكرون لهم أنهم أتباع نبي هو رحمة للعالمين.
4 ـ هل الصفويون وحدهم من واجه العثمانيين؟
من المغالطات التي يقوم بها
الطائفيون الغارقون في أوحال المجد المزيف، اعتبارهم الدولة الصفوية السبب في عدم
قدرة العثمانيين على فتح العالم أجمع، حيث يذكرون أن مواجهتهم لها، وصراعهم معها
كان سببا في تأخر الفتوح أو انقطاعها، لعدم قدرة العثمانيين على تفتيت جيوشهم بين
الصراع معهم، والتفرغ لفتح العالم، وسيطرة المسلمين عليه.